هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
"الديمقراطية في أبهى صورها"... "كربلائيات جديدة"... "ديمقراطية قوس قزح"، بهذه العبارات تهكم ناشطون سوريون على صور نشرتها وحدات حماية الشعب الكردية، التي تسيطر على قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، تظهر عناصرها وهم يقومون بطلاء أعمدة وواجهات محلات في مدينة الرقة، بألوان علم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الأحمر والأصفر والأخضر.
وتأتي هذه الخطوة بعدما أثار تصرف آخر غضبا شعبيا عارما، حين رُفعت صورة مؤسس حزب العمال الكردستاني التركي، عبد الله أوجلان، في المدينة التي تعتبر مدينة عربية، بعد انتزاعها من تنظيم الدولة، ما فجّر غضبا تركيا، وتبرؤا أمريكيا.
اقرأ أيضا: الأكراد يرفعون بالرقة صورة أوجلان المصنف إرهابيا بتركيا (شاهد)
وعن فحوى هذه الرسائل التي تريد الوحدات الكردية إيصالها من خلال هذه التصرفات، قال الناشط الإعلامي مهاب الناصر، من مدينة الرقة: "إن الوحدات الكردية تتعمد أن يبلغ الاستفزاز أقصاه لجعل أبناء الرقة يسلمون بسلطتهم على المدينة كأمر واقع".
ورأى الناصر، في حديث لـ"عربي21"، أن رفع صورة أوجلان ومن بعدها طلاء الجدران بهذه الألوان، إنما هو تأكيد من الوحدات الكردية "على أن المدينة باتت كردية، وهي جزء من المشروع الفدرالي الكردي الموعود"، على حد قوله.
وقال الناشط الإعلامي إن ما جرى أظهر "حقيقة ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية على الأرض، فهي بالضرورة قوات من لون واحد ومن مكون واحد ومن فكر واحد، وليست كما يسمونها قوات تعددية".
وتساءل الناصر: "لماذا لم نشاهد في بيان تحرير الرقة، وكذلك في الاحتفالية أعلام الفصائل التي كانت تدعي قوات سوريا الديمقراطية مشاركتها في معارك الرقة، مثل قوات النخبة أو جيش الثوار أو لواء ثوار الرقة أو الفصائل السريانية؟".
واستشهد الناشط بالشريط المصور الذي أعلنت فيه "قسد" عن معركة الرقة قبل نحو خمسة أشهر، والذي تظهر فيه أعلام الجيش الحر (النخبة- جيش الثوار) إلى جانب أعلام قوات سوريا الديمقراطية.
وعقب قائلا: "لم نشاهد في بيان التحرير إلا صورة أوجلان ورايات وحدات حماية الشعب الكردية وقوات سوريا الديمقراطية، علما بأن تلك الفصائل شاركت فعليا في معارك الرقة".
ويعني تغييب رايات الفصائل الأخرى واقتصارها على الرايات الكردية "أن الرقة لنا"، كما يقول الناصر، قبل أن يضيف: "من غير المسوح من قبل الوحدات أن يكون لفصيل عربي تواجد في أثناء النصر".
الأمور لم تحسم بعد
من جانبه، قلل نائب رئيس مجلس محافظة الرقة التابع للمعارضة، محمد حجازي، من إعلان قسد الرقة "لامركزية اتحادية"، ومن الخطوات التي تلتها من رفع صور أوجلان وطلاء جدران الرقة بألوان علم الوحدات الكردية، قائلا: "الأمور لم تحسم بعد".
وكشف حجازي، عن ترتيبات أخيرة تجري تحضيرا لمؤتمر دولي بحضور الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، سيعقد في مدينة إسطنبول التركية في تشرين الثاني/ نوفمبر القادم.
وأكد أن المؤتمر سيكون مخصصا لبحث مستقبل إدارة وإعمار الرقة، بمشاركة مجلس محافظة الرقة التابع للمعارضة كـ"طرف شرعي".
وقال: "سيحسم هذا المؤتمر مستقبل الرقة، ونأمل أن لا تسير الأمور كما تخطط له الوحدات الكردية التي تريد احتلال المدينة".
سنستعيد الرقة
وفي سياق متصل، قال مسؤول بارز في حزب البعث الحاكم، إن قوات النظام ستسعيد الرقة.
ونقلت وسائل إعلام موالية عن الأمين القطري المساعد لحزب البعث، هلال الهلال، قوله: "إن هذه المحافظة الخيّرة ستعود إلى حضن الوطن بفضل سواعد الجيش والقوات المسلحة"، وذلك لدى زيارته، الأحد، ريف الرقة الجنوبي الخاضع لسيطرة النظام.
وبالمقابل، قال المكتب الإعلامي لقسد، ردا على حديث الهلال: "يتوجب على النظام إخراج القوات الأجنبية من سوريا واستعادة المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة وجبهة النصرة، وطرد الجيش التركي من محافظة إدلب، قبل السيطرة على مدينة الرقة".