علقت صحيفة "فايننشال تايمز" في افتتاحيتها على سقوط مدينة
الرقة في يد القوات الموالية للولايات المتحدة، قائلة إنه سيكون "رقصة حرب" إن لم تعرف واشنطن الخطوة المقبلة.
وتقول الصحيفة: "بلا شك، فإن هزيمة
تنظيم الدولة على يد قوات
سوريا الديمقراطية في العاصمة الفعلية له تعد انتصارا مهما في الحرب المتعددة الجبهات لتطهير سوريا من الخلافة السامة، وستكون رقصة حرب لو لم تعرف واشنطن وحلفاؤها سريعا ما الذي يجب عمله بعد ذلك وكيفية تحقيقه".
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "
عربي21"، إلى أن "القوى المتعددة، من الأتراك والروس والإيرانيين والسعوديين والأكراد، توافق على هدف واحد، فإنها ستحقق هدفها سريعا، فبعد خسارة تنظيم الدولة آخر معقل مدني له، فإنه يجد نفسه محاصرا في المناطق الغنية بالنفط، لكن المقفرة والقريبة من الحدود السورية مع
العراق، والتحدي الآن هو كيفية توحيد الجبهة بين الأطراف التي يحمل كل واحد منها أجندته الخاصة؛ من أجل منع تنظيم الدولة من إعادة ترتيب نفسه بأي شكل من الأشكال، أو الاستفادة من الفوضى التي ستظهر".
وتعلق الصحيفة قائلة إن "هناك مخاطر نتيجة هذا الوضع، ما تحدث عنه مدير المخابرات البريطانية (أم آي فايف) يوم الثلاثاء من أن المخاطر القادمة على الغرب من أفريقيا، فالخلافة ربما تتقلص، إلا أنها لم تنهزم بصفتها قوة أيديولوجية، وأكثر من هذا فإن خروج تنظيم الدولة من المناطق التي كان يديرها حررته من الأمور البيروقراطية، وتوفير الخدمات الأساسية للسكان الذين كان يحكمهم، وسيركز من الآن على حرب التمرد القائمة على الضربات السريعة والأهداف السهلة في الغرب".
وتلفت الافتتاحية إلى أن "الخطر الثاني هو المعركة التي قد تندلع في سوريا بشأن الأراضي التي طرد منها التنظيم، وهي معضلة لم تجهز لها أمريكا، وبدا واضحا من ضعف الإدارة الأمريكية تفسير رقعة الشطرنج في العراق وسوريا، ففي الوقت الذي كان فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقوم بتهديدات فارغة ضد
إيران، كانت هذه تتحرك مع روسيا والقوات السورية إلى مواقع على أكثر من نقطة في العراق وسوريا".
وتفيد الصحيفة بأن "حليفة أمريكا -على الورق- هي تركيا عضو الناتو، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان في طهران هذا الشهر، وليس واشنطن التي تحالفت مع الأكراد في الرقة، ولم تقدم التزامات لأي من الطرفين".
وتقول الافتتاحية: "ربما كان تنظيم الدولة في حالة من الهروب، إلا أن تنظيم القاعدة الذي خرج منه كان في أسوأ حال عام 2008، واحتاج فقط 3 سنوات ليستفيد من السياسة المتخبطة التي قامت بها حكومة بغداد ضد السنة في العراق، ما فتح الباب أمام خروج تنظيم القاعدة في العراق بشكل أخطر مما كان عليه".
وتختم "فايننشال تايمز" افتتاحيتها بالقول: "دون خطة سريعة تشمل السنة، حول إدارة المناطق السورية التي تمت السيطرة عليها، فإن الأمر ذاته سيحدث مرة أخرى، وحتى تبدأ الولايات المتحدة وحلفاؤها التفكير بطريقة استراتيجية، فإن خسائر تنظيم الدولة ستصبح مكاسب لنظام دمشق وراعيته إيران".