وصل المبعوث الشخصي لأمين عام منظمة
الأمم المتحدة إلى
الصحراء، هورست كوهلر، إلى
المغرب في مستهل جولة إقليمية، لبحث مستقبل المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو التي تطالب بانفصال الصحراء عن الحكم المركزي.
وقال بلاغ للديوان الملكي، نشرته وكالة الأنباء المغربية الرسمية، إن "الملك محمد السادس استقبل اليوم في القصر الملكي بالرباط، كوهلر، الذي يزور المغرب في إطار جولة إقليمية".
ولم يشر البلاغ المغربي إلى أي تفاصيل أخرى تتعلق بما دار بين العاهل المغربي الملك محمد السادس وكوهلر.
وذكر بلاغ الديوان الملكي أن كوهلر كان قد عين في آب/ أغسطس الماضي من طرف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس مبعوثا شخصيا جديدا له إلى الصحراء خلفا لكريستوفر روس.
واكتفى البيان بالقول، إن "الاستقبال حضره فؤاد عالي الهمة مستشار العاهل المغربي، وناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، وديفيد شفاك المستشار الخاص للمبعوث الأممي".
ووصل كوهلر، الاثنين إلى المغرب، في جولة ستقوده إلى مخيمات تندوف حيث تقيم قيادة جبهة "البوليساريو"، التي تطالب بانفصال إقليم الصحراء عن المغرب، لاستطلاع مواقف الأطراف المعنية بالنزاع؛ لاستئناف المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة.
ويزور أيضا مخيمات اللاجئين فوق التراب
الجزائري لمدة يومين، وسيزور الجزائر وموريتانيا دون أن ترجح معلومات عن برنامج الزيارة غير ما سلف عن التعارف وتقديم كوهلر لنفسه.
وتعد هذه الزيارة، الأولى له إلى المنطقة، منذ تعيينه في شهر أيلول/ سبتمبر الفارط من قبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس كمبعوث شخصي إلى الصحراء المغربية خلفا لكريستوفر روس.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد وعد في نيسان/ أبريل الماضي بإعطاء "ديناميكية جديدة" للمفاوضات المتوقفة منذ 2012، وطلب مجلس الأمن من الأمانة العامة للأمم المتحدة تسهيل انعقادها.
ويعتزم كوهلر (رئيس ألمانيا سابقا) عقد العديد من اللقاءات والمشاورات من أجل إعادة بعث المفاوضات، وسيكون على المبعوث الأممي الجديد أن يقدم تقريره الأول حول الصحراء في غضون 6 أشهر.
وبدأت قضية الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول النزاع بين المغرب والبوليساريو إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأعلنت جبهة البوليساريو قيام "الجمهورية العربية الصحراوية" في 27 شباط/ فبراير 1976 من طرف واحد، اعترفت بها بعض الدول بشكل جزئي، لكنها ليست عضوا بالأمم المتحدة.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل حكما ذاتيا موسعا تحت سيادته، بينما تطالب "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي النازحين الفارين من الإقليم بعد استعادة المغرب له إثر انتهاء الاحتلال الإسباني.
وتشرف الأمم المتحدة، على مفاوضات بين المغرب والبوليساريو، بحثًا عن حل نهائي للنزاع حول الإقليم، منذ توقيع الطرفين للاتفاق.