أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس
مادورو تحقيق فوز ساحق الأحد في
انتخابات محلية استقطبت اهتماما كبيرا، بناء على نتائج رسمية سارعت المعارضة إلى رفضها.
وفاز حزب مادورو الاشتراكي بـ 17 ولاية من أصل ولايات
فنزويلا الـ 23، فيما فاز تحالف المعارضة "طاولة الوحدة الديموقراطية" بخمس ولايات فقط، ولا تزال هناك ولاية لم تُحسم نتيجتها بحسب ما أعلن المجلس الوطني للانتخابات.
وأعلن خيراردو بليد مدير حملة ائتلاف المعارضة "إننا لا نعترف حاليا بأي نتيجة، إننا في لحظة على قدر كبير من الخطورة للبلاد"، مطالبا بتدقيق شامل في نتائج الانتخابات.
اقرأ أيضا: ممن طلب "مادورو" حماية بلاده من "الشياطين والعفاريت" ؟
في المقابل أعلن مادورو أن حكومته حققت "فوزا محققا" على خصومها الذين لم يفوزوا سوى بخمس ولايات، مع بقاء حظوظ الاشتراكيين قائمة للفوز بولاية اضافية حيث لم تحسم النتيجة بعد، وكان مادورو وحلفاؤه فازوا في 20 ولاية في الانتخابات الماضية.
وقال بليد في مؤتمر صحافي عاجل عقده قبل صدور النتائج الرسمية "لدينا شكوك كبيرة حيال النتائج التي ستعلن خلال دقائق".
وتتهم دول كبرى مادورو بتقويض الديموقراطية في فنزويلا بسيطرته على مؤسسات الدولة بعد انهيار الاقتصاد جراء تدهور أسعار النفط، المورد الرئيسي للبلاد.
وتأتي الانتخابات في أعقاب تحذير من صندوق النقد الدولي بـ"عدم وجود حل في الأفق" للانهيار الاقتصادي ومعاناة السكان في فنزويلا.
اقرأ أيضا: ارتفاع نسبة التأييد للرئيس الفنزويلي لـ23 % بعد عقوبات ترامب
وقال الصندوق في تقرير حول اقتصادات دول أمريكا اللاتينية إن فنزويلا "لا تزال تعاني من أزمة اقتصادية وإنسانية وسياسية في غياب أي حل يلوح في الأفق".
وأعلن مادورو بحماسة أمام حشد من مناصريه إن "التشافية" (نسبة إلى الرئيس الراحل هوغو تشافيز) فازت في الانتخابات المحلية.
وقال الرئيس الفنزويلي "لقد فزنا بـ 17 ولاية، 54 بالمئة من الأصوات، بنسبة مشاركة بلغت 61 بالمئة، 75 بالمئة من الولايات، لقد تعززت قوة البلاد".
وأضاف مادورو "أدعو للاحتفال بفرح وبالموسيقى والرقص ولكن سلميا وضمن إطار احترام الخصم".
وكانت استطلاعات الرأي ترجح فوز المعارضة بما بين 11 و18 ولاية على الرغم من ادعاءات بلجوء الحكومة إلى الحيلة والخداع بتعديل مواقع مئات مراكز الاقتراع بعيدا عن مناطق تأييد المعارضة.
وكان بليد حذر في وقت سابق من أن "استطلاعات الرأي كلها التي سبقت الانتخابات، وأرقامنا كلها، تختلف كثيرا عن النتائج التي ستعلن. لقد أطلقنا تنبيها للمجتمع الدولي ونحن نطلق تنبيها للبلاد".
اقرأ أيضا: تربية الأرانب.. خطة فنزويلا لمواجهة ترامب وإنهاء الجوع
وانتخابات الأحد هي الأولى التي تشارك فيها المعارضة منذ الانتخابات التشريعية التي منحتهم الغالبية في البرلمان.
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 61 بالمئة، وبقيت عدة مراكز اقتراع مفتوحة بعد السادسة مساء، الوقت المحدد لإقفال صناديق الاقتراع، من أجل السماح لمن تشكلوا في طوابير أمام مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في يوم انتخابي سلمي.
وشهدت المعارضة الفنزويلية تشديد مادورو قبضته على الحكم، بعد أربعة أشهر من التظاهرات المطالبة بتنحيه أدت إلى مقتل 125 شخصا بين نيسان/أبريل، وتموز/ يوليو، عبر تشكيلة جمعية تأسيسية من حلفائه تتنازع السلطات التشريعية مع المعارضة التي تسيطر على البرلمان.
ولفت مادورو إلى أنه وجه رسالة إلى زعيم المعارضة خوليو بورغيس قال فيها "حبا بالله احترم نتائج (الانتخابات) الشفافة".
وكان مادورو أشار إلى أن حكام الولايات سيتعين عليهم أداء اليمين الدستورية و"الخضوع" للجمعية التأسيسية التي ترفض المعارضة الاعتراف بها.
في المقابل، أكدت المعارضة أن مرشحيها الفائزين لن يقوموا بتأدية القسم أمام الجمعية.
ويعتبر مادورو هذه الانتخابات المحلية مناسبة لدحض الاتهامات الداخلية والخارجية لنظامه بممارسة الديكتاتورية بعد تشكيل الجمعية التأسيسية.