تشهد بلدة
الطوز، التابعة لمحافظة صلاح الدين شمال بغداد، السبت، هدوءا حذرا بعد ليلة من
الصدامات المسلحة بين
الحشد الشعبي وقوات
البيشمركة راح عدد من الأبرياء ضحيتها.
وعلى خلفية تلك الصدامات التي استمرت لساعات، تبادل الجانبات الاتهامات عن المتسبب في بدء الاشتباكات، فيما أعلنت مفوضية حقوق الإنسان العراقية (منظمة حكومية) أن عناصر من حزب العمال الكردستاني شاركت بالاشتباكات.
مهاجمة مقرات أحزاب كردية
وقال مسؤول محور غرب
كركوك في قوات البيشمركة، كمال كركوكي، إن "الحشد الشعبي (التركماني الشيعي) هاجم مقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في الطوز شرق صلاح الدين، ما أدى إلى سقوط ضحايا (لم يذكر تفاصيل عنهم)".
وأضاف في تصريحات له نقلتها مواقع محلية أن "البيشمركة ستحاسب الحشد والأطراف المتورطة في الهجوم ولن تسمح أن يمر الموضوع مرور الكرام"، لافتا إلى أن "الهجوم كان يهدف لإثارة فتنة في المحافظة".
وأوضح كركوكي أن "الهجوم أوقع عددا من الجرحى في صفوف قوات البيشمركة"، مشددا على ضرورة "ألا تحل المشاكل بهذه الطريقة. لدينا أسلحة لكننا لسنا راغبين بالحرب، ولكننا سندافع عن أنفسنا".
وهدد القيادي في البيشمركة، قوات الحشد قائلا: "إذا ما أرادوا محاربتنا، فإننا سنلقنهم درسا لن ينسوه"، لافتا إلى أن "التحالف الدولي منح الحشد الشعبي الأسلحة ليس ليهاجموا البيشمركة، ولن نسمح لهم بمهاجمتنا".
وكانت مواقع ووسائل إعلام تابعة للاتحاد الوطني الكردستاني، قالت إن "مسلحين اثنين هاجما في وقت متأخر من ليلة أمس الجمعة مقر الحزب في قضاء الطوز جنوب محافظة كركوك".
وأضافت أن "مسلحين اثنين يستقلان دراجة نارية قاما برشق مقر الاتحاد الوطني بإطلاقات نارية في حي العسكري الطوز من دون خسائر بالأرواح".
وبحسب ما نشرت ذكرت المواقع، فإن "مسلحين هاجموا أيضا المقر الـ16 للحزب، ومقرا آخر للديمقراطي الكردستاني، وفتحوا النيران بشكل عشوائي على الأحياء ذات الغالبية الكردية في القضاء".
مهاجمة حسينيات للشيعة
من جهتها، اتهمت مليشيات الحشد الشعبي، السبت، البيشمركة الكردية، بالهجوم على حسينية (مسجد للشيعة)، ما دفع حراس المسجد للرد على المسلحين المهاجمين.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحشد بمحور الشمال علي الحسيني إن "مسلحين تابعين لقوات البيشمركة شنوا، ليلة أمس، هجوما على حسينية ده ده غايب وسط قضاء الطوز"، لافتا إلى أن "حماية الحسينية ردت على المهاجمين، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة بين الجانبين".
وأضاف الحسيني في حديث لوسائل إعلام محلية أن "هذه الاشتباكات استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، إلا أنها لم تسفر عن وقوع أية خسائر بشرية"، لافتا إلى أن "قوات الحشد الشعبي تمكنت من تهدئة الأوضاع في القضاء".
إلى ذلك قال عضو مجلس المفوضية العليا لحقوق الإنسان، علي البياتي، السبت، إن عناصر من حزب العمال الكردستاني "بي كا كا" شاركت إلى جانب قوات البيشمركة ضد الحشد الشعبي في اشتباكات ليلة أمس في قضاء الطوز.
ودعا البياتي، رئيس الحكومة حيدر العبادي إلى "ممارسة صلاحياته الدستورية والإسراع بإرسال قوات لفرض الأمن في المناطق المختلطة وحماية المدنيين بغض النظر عن انتماءاتهم".
وكان قضاء طوز خورماتو (الطوز اختصارا) قد شهد في، فترات سابقة من العام الماضي صدامات مسلحة بين الحشد الشعبي التابع للمكون التركماني الشيعي والبيشمركة الكردية أدت إلى مقتل العشرات، قبل تدخل الحكومة المركزية ووقف القتال.