علق محلل عسكري
إسرائيلي بارز على
اتفاق المصالحة الذي أعلن الأربعاء من القاهرة بين حركتي
فتح وحماس، ووصفه بأنه "جدي وهش" في آن معا.
وشكك محلل الشؤون العسكرية ألون بن دافيد في مقال له نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية، في صمود الاتفاق، وقال إن "بذور الانفجار تكمن في اللقاء التالي بين طرفي المصالحة، فلا أمل في أن تتنازل
حماس عن سيطرتها الأمنية التي تفرضها في غزة، ومن الصعب أيضا أن نرى أبو مازن يتراجع عن إعلانه بضرورة وجود سلاح واحد في الضفة وغزة"، زاعما أن "الطرفين يعدان منذ الآن حجة لاتهام الطرف الآخر بالفشل".
وتابع بن دافيد: "يبدو أن اتفاق المصالحة الذي وقع أمس في القاهرة أكثر جدية مما في الماضي، لكنه لم يلامس بعد سلسلة الألغام، المتمثلة في ملفات السيطرة الأمنية في غزة، وإجراء الانتخابات، وإعادة انعقاد البرلمان، وانخراط حماس في منظمة التحرير الفلسطينية".
اقرأ أيضا: إسرائيل تعلن موقفها من اتفاق المصالحة.. بماذا طالبت؟
وأشار إلى أن "المذهل" في الاتفاق؛ أن حماس هي من قدمت التنازلات فقط، بينما لم يتنازل أبو مازن عن أي شيء بعد، ولم يقرر ما إذا كان ينوي رفع العقوبات التي فرضها على غزة، التي وزعت أمس "البقلاوة"، قبل أن ترى دولارا واحدا بعد، كنتيجة للاتفاق.
وأضاف بن دافيد أن ما هو مختلف في الاتفاق الحالي عن اتفاق المصالحة السابق، في العام 2011، الجداول الزمنية التي تم ربطها بتنفيذ الملفات.
ورأى المحلل العسكري أنه على المدى القصير، فإن اتفاق المصالحة يعزز "لجم" حماس في غزة، التي أطلقت الرصاصة والصاروخ الأخيرين نحو إسرائيل قبل أكثر من ثلاث سنوات، وعلى المدى البعيد، ليس لإسرائيل أي مصلحة في خلق صلة بين القطاع والضفة الغربية.
وقال إن "العزلة بين المنطقتين الأمنيتين اللتين تسيطران عليهما حكومتان مختلفتان، تخدم فقط إسرائيل"، معتبرا أن حكومة نتنياهو فشلت في استخدام القطيعة التي سادت في السنوات الأخيرة في غزة والضفة، كي تقضي على أسطورة شعب فلسطيني واحد.
وختم بن دافيد مقاله بالقول، إن من يقف في الخلفية وينتظر فشل المصالحة هو محمد دحلان، الخصم اللدود لأبي مازن، وأشار إلى أن دحلان يعرف كم هو هش هذا الاتفاق، وسيسره أن يكون في دور المخلّص بعد أن ينهار، "ولعل هذه على الإطلاق كانت نية المصريين منذ البداية" بحسب بن دافيد.