تسبب منشور على صفحة بعثة
الأمم المتحدة إلى
ليبيا؛ في وضع البعثة في موقف حرج مع الحكومة الليبية ومع الشارع الليبي، ما اضطر البعثة إلى حذفه بعد دقائق من مشاركته.
وجاء في محتوى المنشور الذي شاركته البعثة من صفحة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: "نحذركم من دخول ليبيا الآن لأن القتل والخطف في الانتظار"، وهو ما تسبب في ردود فعل غاضبة من قبل ناشطين ومتابعين لموقع البعثة.
والتعليق يرجع لأحد المهاجرين إلى إيطاليا عبر ليبيا، وفيه دعوة وتحذير لكل المهاجرين أو المسؤولين بالدخول إلى الأراضي الليبية؛ لأنهم سيقتلون أو سيتم اختطافهم.
والسؤال: هل سيؤثر المنشور وردود الفعل حوله على تحركات البعثة الأممية في ليبيا، خاصة أنها تشرف حاليا على جلسات تعديل الاتفاق السياسي الليبي في تونس؟
إحراج ومساءلة
ويرى الناشط الحقوقي الليبي، طاهر النغنوغي، من جانبه؛ أن "البعثة لا ترغب في مثل هذه التصريحات؛ كون تحركاتها في كل جغرافيا ليبيا، وتتواصل مع كل التوجهات وكل الأجسام الموجودة على الأرض".
وأضاف لـ"
عربي21": "المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة لن يتطرق للتعليق أو الاعتذار عن هذا المنشور حتى لا يضعه في إحراج أمام الجميع، ولربما يتعرض للمساءلة من بعض الجهات"، حسب قوله.
خطأ غير مؤثر
وأكد مدير منظمة "تبادل" الثقافية الليبية (مستقلة)، إبراهيم الأصيفر، أن "ما حدث يعد خطأ فادحا وغير متوقع من منظمة بهذا الوزن، ومن المستغرب عدم اعتذارها حتى الآن".
وأشار في حديث لـ"
عربي21" إلى أن "هفوة كهذه غير مقصودة؛ لن تؤثر في خطة البعثة أو تشكك في مصداقيتها، فالبعثة يقيمها عملها والخطة التي سوف تنفذها، وما عدا ذلك يمكن تجاهله وعدم الالتفات إليه"، كما قال.
وتابع: "غسان سلامة يتحرك شرقا وغربا ويلتقي مع الجميع دون كلل أو ملل، وهذا لوحده رسالة واضحة لأي صوت يروج بأن ليبيا غير آمنه ولا يمكن التحرك فيها".
تناقض غريب
وقال المحامي الليبي، أسامة أبو ناجي، إن "هناك تناقضا غريبا تحمله البعثة الأممية، فهي تدعي أنها ستعود قريبا إلى مقرها في العاصمة طرابلس، وتنفذ الترتيبات الأمنية المنصوص عليها في الاتفاق السياسي، ولطالما بشرت الليبيين بالوفاق والأجواء الملائمة تماما له".
وأضاف لـ"
عربي21": "على الجانب الآخر، وبعد أكثر من عام ونصف من تطبيق المشروع الأممي في ليبيا، وبدل أن نسمع بدعوتها لعودة البعثات الدبلوماسية لليبيا، طالعتنا بمنشور يرهب كل من يفكر بالدخول إلى ليبيا وبأنه ليس لها إلا القتل أو الخطف"، وفق رأيه.
وأكد رئيس منظمة التضامن لحقوق الإنسان (ليبية مستقلة)، جمعة العمامي، أن "ما هو منشور على موقع البعثة؛ إشارة إلى المهاجرين وتحذير لهم من دخول ليبيا، وحقيقة تعرض المهاجرين في ليبيا إلى انتهاكات جسيمة من جهات تعمل تحت سلطة الدولة".
واستدرك قائلا: "لكن نشر البعثة خبر مقتضب فيه إساءة، ثم حذفه وعدم تقديم اعتذار أو نشر توضيح؛ خطوة غير صحيحة وقد تثير شكوكا حول مصداقيتها"، كما قال لـ"
عربي21".