تواجه المرحلة الأخيرة من الهجوم على مدينة
الرقة السورية صعوبات تؤجل الحسم النهائي للمعقل الأبرز لتنظيم الدولة في
سوريا بعد مضي 4 أشهر على بدء المعركة.
وحققت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة بشكل مباشر من قوات التحالف الدولي برا وجوا تقدما كبيرا ضد التنظيم وسيطرت على أغلب مناطق الرقة لكن العقبة الأخيرة بقيت في مستشفى المدينة والاستاد الرياضي.
ويكشف قادة عسكريون في "سوريا الديمقراطية" لـ"رويترز" عن قيام التنظيم باحتجاز أعداد من المدنيين داخل المستشفى والاستاد الرياضي كدروع بشرية لكن تقديرات القادة تشير إلى أن مدة أسبوع تكفي لإنهاء السيطرة على هذه المواقع.
وأشاروا إلى أن أعداد عناصر التنظيم المتبقية حاليا في الرقة بعد أشهر من المعارك الطاحنة تبلغ بضع مئات.
وتقول مصادر في قوات سوريا الديمقراطية إن
تنظيم الدولة يعيق التقدم كذلك بواسطة القناصة المنتشرين على ركام المناطق المدمرة علاوة على الكميات الكبيرة من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها في الطرق عدا عن الأنفاق التي تقع مخارجها خلف خطوط القوات المهاجمة ويشن من خلالها هجمات مباغتة بين الحين والآخر.
ويقع مستشفى الرقة المحتجز بداخله مدنيون كدروع بشرية على بعد 200 متر من قاعدة للقوات المهاجمة وخلف المستشفى يقع ميدان النعيم الذي اشتهر بعمليات استعراض الرؤوس المقطوعة لقتلى النظام السوري وخصوم تنظيم الدولة منذ سيطرته على المدينة عام 2014.
هفال جبار أحد قيادات "سوريا الديمقراطية" يقول إن استخدام الأسلحة الثقيلة بات صعبا في الأيام الأخيرة بعد احتجاز أعداد كبيرة من المدنيين حول المستشفى وداخله وفي الاستاد الرياضي على الرغم من أن التنظيم محاصر.
وأوضح جبار أن المستشفى سيكون آخر المعاقل التي "تحرر في الرقة" لكنه أكد أنه "لا يوجد تقدم في الوقت الحالي".
وعلى صعيد الهجمات من خلف الخطوط قال جبار إن التنظيم عمل على حفر شبكة أنفاق كبيرة بعد سيطرته على الرقة عام 2014 ويشن من خلالها غارات خاطفة خلال المعركة الحالية.
ولفت إلى أنه مع كل هجوم تقوم قواته بتغيير توجهها في هجمات خط المواجهة للتعامل مع التسلل المباغت وهذا يتطلب نصف ساعة للتعامل مع كل هجوم.
بدوره قال قائد آخر في "سوريا الديمقراطية" يدعى زلزال ترحمس إن هناك "عددا كبيرا جدا" من الأنفاق التي تواجه قواته خلال تقدمها في أحياء الرقة.
وأوضح ترحمس أن عناصر التنظيم خرجوا من أحد الأنفاق قبل يومين وأطلقوا صاروخا على منزل مجاور تسيطر عليه قواته.
وأشار إلى أن عناصر التنظيم حوصروا حاليا في جزء صغير من المدينة وهو ما تبقى من المناطق الاستراتيجية لكنه أكد أن الأمور ستسير بسرعة تجاه الحسم وربما تستغرق مدة 10 أيام لإعلان انتهاء التنظيم في الرقة.
وعلى الجبهة الغربية يقول القيادي جبار إن قواته بانتظار الأوامر لتنفيذ الهجوم النهائي على الميدان والاستاد والمستشفى لإسقاطها بسرعة وحسم المعركة.
وتسعى القوات المهاجمة للرقة إلى حسم المعركة قبل دخول الشتاء بسبب الإجهاد الكبير الذي أصابهم خلال الأشهر الماضية إضافة إلى اقتراب فصل الشتاء.
وقال جبار: "نريد الانتهاء قبل الشتاء.. الطقس السيئ يصعب التقدم".
وكان زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي أمر عناصره في تسجيل صوتي مؤخرا بعدم التفاوض أو الاستسلام في المواقع التي يقاتلون فيها.
ويعد سقوط الرقة إنهاء لنفوذ التنظيم على المعقل الأهم والأكبر لتواجده في سوريا والذي شهد أكبر استعراض عسكري لقوته بعد السيطرة على المدينة عام 2014 بالدبابات والآليات العسكرية وأحد صواريخ كروز التي غنمها من النظام السوري.
وتشير تقديرات لـ"سوريا الديمقراطية" إلى أن عدد من تبقى من مقاتلي التنظيم داخل الرقة قرابة الـ350 عنصرا أغلبهم من غير المحترفين وأن العناصر البارعة وقيادات كبيرة خرجت باتجاه دير الزور مع اندلاع المعارك بين قوات النظام المدعومة روسيّا وبين التنظيم هناك.