كشف مصدر مقرب من رئيس الوزراء
العراقي، حيدر العبادي، الخميس، الاتفاق الذي تم بين بغداد وأنقرة لتعويض الأخيرة عن نفط إقليم
كردستان، فضلا عن نقاط أخرى تم الاتفاق عليها بين الجانبين.
وقال النائب عن ائتلاف دولة القانون، جاسم محمد جعفر البياتي، لـ"
عربي21" إن "الاتفاق تم على استغناء تركيا عن خط
النفط من إقليم كردستان، وإعادة تأهيل الخط الثاني الواصل إلى تركيا عبر الموصل".
وأضاف القيادي في حزب الدعوة، أن "الجانبين اتفقا على غلق معبر إبراهيم الخليل بين تركيا وإقليم كردستان، وافتتاح معبر جديد بين تلعفر وتركيا، على أن يتم ذلك خلال ستة أشهر لاستمرار التبادل التجاري مع العراق".
وعلى صعيد آخر، قال البياتي إن "العراق سبق أن توصل مع تركيا إلى اتفاق بخصوص قواتها المنتشرة قرب الموصل، وذلك بأن يتم سحب القوات مع معداتها الثقيلة، والتعاقد مع 500 شخص منهم لتدريب الشرطة المحلية والاتحادية في الموصل".
وتوقع النائب العراقي أن "يدخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ، ضمن التفاهمات الجديدة بين بغداد وأنقرة، إذ إن اتفاق سحب القوات التركية تم أثناء الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية التركي، جاويش أوغلو، إلى العراق".
وأكد أن "ما جرى في إقليم كردستان، بخصوص إجراء استفتاء الانفصال موضوع يخص الأمن القومي للدول التي يتواجد فيها أكراد"، وأن "ما يتم الاتفاق عليه بين بغداد وأنقرة يتجاوز الخلافات بينهما، لأن إنشاء دولة كردية يهدد الجميع".
وبخصوص ما تردد من أنباء عن زيارة العبادي إلى تركيا قريبا، قال البياتي إن "هذا الشيء غير مطروح، لأن العبادي أخذ عهدا على نفسه بأنه لن يزور تركيا إلا بعد سحب قواتها من العراق، لكنه على تواصل معها بخصوص الأزمة الأخيرة".
وتعهدت الحكومة التركية بحصر التعامل مع الحكومة الاتحادية في بغداد في موضوع تصدير النفط، حسبما أفاد به بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي، الخميس.
وأورد البيان أن رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم أكد خلال اتصال هاتفي مع نظيره العراقي حيدر العبادي "التزام بلاده بالتعاون والتنسيق الكامل مع الحكومة العراقية لتنفيذ كافة الخطوات الضرورية لبسط السلطات الاتحادية في المنافذ البرية والجوية وتوفير الوسائل المطلوبة لذلك".
وأكد يلدريم أيضا "دعم بلاده لجميع القرارات الأخرى ومنها المتعلقة بحصر تصدير النفط بالسلطات الاتحادية".
وشدد، بحسب البيان، على "الموقف التركي الداعم لكل القرارات التي اتخذها مجلسا الوزراء والنواب في العراق لحفظ وحدة البلد".
وصوت أكثر من 92 في المائة من الناخبين الأكراد في استفتاء في مطلع الأسبوع لصالح استقلال إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي والواقع في شمال العراق.
كما طلبت الحكومة العراقية المركزية منذ، الأحد الماضي، من كل الدول أن تحصر التعامل معها في كل العمليات المرتبطة بالنفط.
وأكد العبادي، بحسب البيان الصادر الخميس، أن "الخطوات القانونية التي تم اتخاذها ضرورية لمنع خطر التقسيم والتشظي ولتعزيز وحدة العراق وسلامة أبنائه واستقراره".
وكان الرئيس التركي، رجب طيب
أردوغان، قد وصف الثلاثاء، إقدام رئيس إقليم كردستان العراق مسعود
البارزاني على إجراء الاستفتاء على الاستقلال عن بغداد بـ"الخيانة".
وقال أردوغان في كلمة خلال مشاركته في مؤتمر دولي في إسطنبول: "فلنر بعد اليوم لمن سيبيع الإقليم الكردي في العراق النفط؟ الصنبور لدينا، وعندما نغلقه ينتهي الأمر".
وأعلنت تركيا، الأربعاء، أنها ستعلق الرحلات الجوية من وإلى محافظتي
أربيل والسليمانية بإقليم كردستان العراق، وذلك في إطار تداعيات الاستفتاء الذي أجرته السلطات الكردية الاثنين.
ونشرت القنصلية التركية في أربيل بيانا على حسابها الرسمي في موقع "تويتر"، قالت فيه إن "المديرية العامة للطيران المدني في العراق كانت قد طالبت بتعليق الرحلات من وإلى مطارات أربيل والسليمانية اعتبارا من الجمعة المقبل".
وعارضت تركيا بشدة عملية الاستفتاء في إقليم كردستان وتوعدت بسلسة إجراءات، فيما حذر وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو الأسبوع الجاري بأن أنقرة ستتدخل عسكريا "إذا جرى استهداف تركمان العراق".