نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا ذكرت فيه الأسباب التي تقف وراء
الفوضى التي سبقت مباراة
نادي أرسنال الإنجليزي أمام نظيره
نادي كولن الألماني في إطار افتتاحية مباريات الدوري الأوروبي.
وقالت الصحيفة في
تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن نادي أرسنال قد وفر 2900 تذكرة فقط لجماهير نادي كولن الألماني، بينما حضر لمتابعة المباراة 15 ألف مشجع ألماني. وعلى خلفية ذلك حاول عدد من الجماهير تكسير بعض منشآت
الملعب، وإلى حد الآن مازال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يحقق في حيثيات الحادثة.
وذكرت الصحيفة أن المدير الفني لنادي كولن، بيتر شتوغر، قد رفض الحديث عن جماهير النادي، وألقى باللوم على إدارة نادي أرسنال، قائلا: "لم نتوقع هذا الارتباك في إدارة المباراة من أحد أكبر الأندية الإنجليزية". وتابع شتوغر أن النادي لن يتخذ موقفا قبل أن يعرف تفاصيل ما حدث.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا أول ظهور للنادي الألماني على الصعيد القاري منذ 25 سنة، فقد تعرض للهزيمة على يد النادي الإنجليزي بثلاثة أهداف مقابل هدف. وقد تقدم اللاعب جون كوردوبا للنادي الألماني بهدف خرافي من مسافة 40 مترا في الدقيقة العاشرة من المباراة.
ولكن، عدل لاعب شالكه السابق وأرسنال الحالي، سياد كولاسيناك، النتيجة في الدقيقة 49. وأحرز نجم أرسنال، أليكسيس سانشيز، الهدف الثاني لأرسنال في الدقيقة 67، ليختتم هيكتور بيليرين النتيجة بهدف ثالث للأرسنال في الدقيقة 82 من عمر المباراة.
وتابعت الصحيفة أن عناوين الصحف بعدها لن تتناول نتيجة المباراة فحسب، فقد تأخرت صافرة البداية ساعة كاملة بسبب الفوضى التي شهدتها بوابة ملعب الإمارات الرئيسية، ويمكن القول إن الأسباب التي أدت لهذه الفوضى معقدة وستتناولها الصحف دوليا من جوانب مختلفة.
وذكرت الصحيفة أن قرابة 15 ألف مشجع قد سافروا إلى لندن لنادي كولن، وكانت الأجواء هادئة في العاصمة الإنجليزية طيلة اليوم. وفي المساء، حاولت بعض الجماهير التصرف بطريقة غير لائقة، ما أساء بالطبع للنادي الألماني، حيث حاول 50 شخصا كسر بوابة الملعب والدخول بالقوة، وتم منعهم من قبل الأمن. وحتى بعد انطلاق المباراة كانت هناك بعض المناوشات بين الجماهير الألمانية وأمن الملعب.
ونقلت الصحيفة عن حارس مرمى نادي كولن، تيمو هورن، أن مثل هذه التصرفات تضر بالنادي وتجعل هورن يتمنى ألا تحدث مجددا. أما الآن، تنتظر النادي الألماني عقوبات من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، مع العلم أن الأمن استطاع السيطرة على أحداث الشغب بسرعة تجنبا لحدوث أي تصعيد.
وأفادت الصحيفة أن وسائل الإعلام في إنجلترا تناولت الحدث بطرق مختلفة. فمن جانب، هناك من أطلق عليها "ليلة العار في بوليفارد" بإلقاء اللوم على الجماهير الألمانية لتأخير انطلاق المباراة. في المقابل، تناولت صحف أخرى الحدث بهدوء تام مقارنة بالهوليغانز في الثمانينيات.
وفي هذا الصدد، وصفت صحيفة الغارديان الإنجليزية الحدث بأنه "ليلة كورية ساخنة"، وأن ما حدث لم يتطور لأحداث عنف متفرقة. وكانت صحيفة "الغارديان" قد نبهت رجال الأمن من أن هناك أعدادا كبيرة من جمهور نادي كولن على وشك الحضور للمباراة. ولكن، لم يكن الأمن مستعدا. كما علقت صحيفة الغارديان ساخرة من أداء رجال الأمن، مشيرة إلى أنهم يتخذون تدابير أمنية أفضل في مباريات القسم الثاني من الدوري الإنجليزي.
ونقلت الصحيفة تعليقا للمتحدث باسم نادي أرسنال الإنجليزي على الأحداث، أفاد فيه بأن التزاحم على شراء التذاكر كان السبب الرئيسي في تأجيل انطلاق المباراة لمدة ساعة وليس أحداث الشغب أمام بوابة الملعب. وأضاف المصدر نفسه أنه الخطأ الذي ارتكبته إدارة النادي الإنجليزي قد ساهم في اندلاع أحداث العنف، وقد تمثل الخطأ أساسا في أنها طبعت 2900 تذكرة فقط للنادي الضيف.
والجدير بالذكر أن إدارة النادي منعت حاملي التذاكر من جماهير نادي كولن من التجول في النادي، ولكن تنظيم هذه الجماهير الغفيرة كان يتطلب مزيدا من الوقت.
وعلى الرغم من الانتظار لوقت طويل، وعدم توفر المعلومات الكافية في الوقت الحالي، إلا أن أعداد غفيرة من جماهير الناديين ظلت تنتظر دخول الملعب لساعات طويلة في هدوء تام. وقد أعلنت شرطة لندن قد ألقت القبض على خمسة مشجعين فقط في هذه الأحداث.
وفي الختام، أفادت الصحيفة بأن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم استهل التحقيق في الأحداث مباشرة في اليوم الثاني الذي تلى الحادثة. كما أن جماهير نادي كولن تتحمل مسؤولية الأضرار التي حلت بالممتلكات. أما نادي أرسنال الإنجليزي، فينتظر بدوره عقوبات بسبب منعه جماهير الفريق الضيف من حضور المباراة، وسيتم البت في القضية يوم 21 أيلول/ سبتمبر القادم.