قال الرئيس
اليمني عبد ربه منصور هادي إن
الحوثيين سيتغلبون على الرئيس المخلوع علي عبد الله
صالح في حال اندلعت معركة بينهما.
وأوضح هادي في مقابلة مع صحيفة "القدس العربي" أن الحوثيين أصبحوا أقوى من صالح الذي أدخلهم صنعاء للانتقام من خصومه وهم لم ينسوا الحروب الست التي خاضوها مع صالح.
وقال إن صالح فقد ثقة مؤيديه الذين يشعرون أنه باعهم للحوثيين وفقد ثقة الجيش بعد تحالفه الأخير وتفريطه بدماء عناصر القوات المسلحة خلال الحروب مع الحوثيين.
وأشار هادي إلى أن الخلافات التي حدثت بين الحليفين صالح والحوثيين حقيقية وكما سالت الدماء من قبل سالت الآن وهم لا يجمعهم إلا مصلحة واحدة وهي البقاء في السلطة ولولا شعورهم أنهم في قارب واحد لانفجر الصراع المسلح بينهم.
وبشأن حقيقة المشكلة مع الحوثيين قال هادي إنها تتمثل في رؤيته أن معه "أمراً من الله وأنه مكلف بالحكم وأن السلطة من حقه وهنا كيف تتفاهم سياسياً مع رجل يرى أنه مكلف من الله ثم المشكلة الأخرى تتمثل في امتثال الحوثيين للأوامر الإيرانية".
واتهم الحوثيين بحمل مشروع ديني "يقوم على تمييز الناس إلى مقدسين وغير مقدسين".
وأكد هادي على وحدة اليمن ورفض أي أفكار انفصالية وأشار إلى أن ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي" الذي ترأسه محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي المدعوم إماراتيا والذي طالب بعودة دولة الجنوب قبل عام 1990 يعتبر في حكم المنتهي مشددا على أن مخرجات الحوار الوطني أنصفت القضية الجنوبية وضمنت الحل لها.
وعلى صعيد الوضع الميداني والمعارك والمراوحة بين حالة اللاحرب واللاسلم قال هادي إن الأوروبيين يميلون للحل السياسي فيما الأمريكيون يرغبون بضرب مصالح إيران في المنطقة ودعم الحل العسكري لأنهم "يرون أن نهاية المشروع الإيراني في اليمن يمثل بداية نهاية الطموح الامبراطوري الإيراني".
وأضاف هادي: "في قمة الرياض التي حضرها الرئيس الأمريكي ترامب قال لي الرئيس الأمريكي نحن وأنتم متقفون على مكافحة القاعدة وداعش والحوثي وإيران".
ولفت إلى أن هذا الموقف أفضل بكثير من موقف إدارة باراك أوباما الذي كان يسعى للتمكين للحوثيين في اليمن ليتم له إنجاح الاتفاق النووي مع إيران ولذا جاء وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري بخطته التي طبختها الإدارة الأمريكية السابقة مع بعض الأطراف الإقليمية، والتي تبنت مطالب علي عبدالله صالح والحوثيين المتمثلة بالتخلص من رئيس الجمهورية بتفويض صلاحياته لنائب يتوافق مع الحوثي وصالح.
وحول موقف القيادة
السعودية من الحل العسكري قال إن "الملك سلمان وولي عهده مع حل لا يبقي الحوثيين قوة عسكرية تمثل دولة داخل الدولة مثلما هو الحال مع حزب الله اللبناني".
وقال هادي: "نحن على يقين أنه مالم يكن هناك ضغط عسكري يجبر الحوثيين على قبول القرارات الدولية فإنه لن يسلم سلاحه من تلقاء نفسه".
وتحدث هادي خلال المقابلة عن المراسلات التي جرت بينه وبين العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز وقال إنه شرح للسعوديين في 2012 التحركات الإيرانية لتخريب المبادرة الخليجية لسببين أنها وقعت في الرياض وبسبب أن طهران لا ترغب بأي دور للرياض للحل في اليمن.
ولفت إلى أنه قال للملك عبد الله إن إيران "لا تريد للحوار الوطني أن ينجح وتريد الحرب لشيئين الأول جعل اليمن ممرا لزعزعة السعودية ثم السيطرة على مكة والمدينة كهدف استراتيجي لإيران والثاني السيطرة على باب المندب ولن تحتاج حينها للسلاح النووي لأنها ستسيطر على الملاحة البحرية".
وحول رد الملك عبد الله على كلامه قال إنه التفت إلى وزير الخارجية الراحل سعود الفيصل الذي حضر اللقاء وقال له "هذا اللي أقوله لكم منذ عشرين سنة".
وأشار إلى أنه في عام 2014 زار الرياض بشكل عاجل خلال سقوط محافظة عمران وطلب مساعدة من الملك عبد الله بـ350 مليون دولار للطيران الحربي ومثلها لسلاح المدفعية والدبابات بالإضافة إلى 435 مليون دولار لدعم صندوق الضمان الاجتماعي.
وقال إن الملك وافق وتعهد بدفع مبلغ يعادل نصف ما طلبت منه شخصيا لكن الأمور تغيرت بشكل سريع وتحرك الحوثيون بعد سقوط عمران إلى صنعاء للسيطرة عليها.
وعقب سقوط صنعاء يقول هادي طلبت السعودية الجلوس مع صالح وعلي محسن الأحمر فجلسوا مع الأول 3 ساعات ومع الثاني ساعتين لكن الاتفاق فشل بسبب أن صالح كان يستعد لسيطرة الحوثيين ليس على صنعاء بل على كامل اليمن.
وبشأن الاتهامات الموجهة من فريق صالح لهادي بإدخاله مليشيات الحوثي للعاصمة قال الرئيس اليمني: "ومتى كانت لهادي سيطرة على الحرس الجمهوري أو الأمن المركزي أو القوات الخاصة؟ ومتى كانت لهادي سيطرة على قبائل حاشد وبكيل أو على المشايخ الذين فتحوا الطريق للحوثيين للوصول إلى عمران ومن ثم دخول صنعاء بتفاهمات مع علي عبدالله صالح لمصلحة الحوثيين؟".
وسألت الصحيفة هادي ما إذا كان يفكر في توريث السلطة لأبنه جلال هادي فقال: "أنا أؤمن أن الذين يسعون لتوريث السلطة لأبنائهم يخالفون إرادة الله الذي يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء كل الجمهوريات التي حاول فيها الرؤساء توريث الحكم ضربتها الحروب انظر إلى حال العراق وسوريا وغيرهما وقد نصحت صالح بالكف عن التفكير في التوريث فكيف يمكن أن أفكر فيه".