كشفت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تتوقع
سيطرة النظام السوري على معظم أراضي البلاد في غضون سنة فقط.
وقالت الخبيرة العسكرية في الصحيفة "ليلاخ شوفال" إن أجهزة الأمن قدرت أن الأسد وحلفاؤه سيكملون إعادة السيطرة على معظم أراضي
سوريا حتى نهاية العام 2018، بناء على معطيات إقليمية ودولية على رأسها وقف المساعدة الأمريكية للمعارضة السورية، وفقدان الاهتمام الأمريكي في ما يجري في سوريا؛ مقابل الدعم الإيراني المكثف للأسد ونظامه.
ولفتت الصحيفة إلى التقدير السابق لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية الذي رأى أن سوريا لن تعود إلى ما كانت عليه قبل الحرب الأهلية التي اندلعت في 2011، وأنه محكوم على الدولة السورية أن تنقسم إلى أقاليم من الحكم الذاتي على أساس جغرافي وفقا للأغلبية العرقية المحلية.
لكن سرعان ما تغير هذا التقدير أخيرا، وتوقعت تلك الأجهزة أن يعيد الأسد سيطرته على كافة الأراضي السورية خلال فترة وجيزة.
الانعطافة والتغيير
وحول بداية تغير الموقف الإسرائيلي قالت الصحيفة، إن الانعطافة التي أشارت إلى بدء التغيير جاءت في 2014، حين غيرت الولايات المتحدة سلم أولوياتها بسبب الحرب على تنظيم الدولة، ففي ضوء الفظائع التي ارتكبها التنظيم، اختارت إدارة أوباما تركيز الجهود ضد تواجده في سوريا بشكل أدى عمليا إلى إنقاذ
نظام الأسد.
وأضافت أن الغارات الجوية الكثيفة لسلاح الجو الروسي ضد الثوار أدت إلى نجاة نظام الأسد، بل ساعدته في إعادة سيطرته على نسبة كبيرة من الأراضي التي فقدها في السابق.
وتحدثت الصحيفة عن عوامل إضافية أخرى ساعدت في بقاء نظام الأسد من بينها الاهتمام القليل الذي تبديه الإدارة الأمريكية في عهد ترامب، لا سيما في ضوء المشاكل الداخلية لإدارته وانشغاله المتعاظم بكوريا الشمالية، التي أطلقت صاروخا جديدا أمس الأول، إضافة إلى وقف الدول السنية دعمها السابق للثوار وللمعارضة، الأمر الذي أحدث خللا واضحا في ميزان القوى رجحت كفته لصالح نظام الأسد المدعوم إيرانيا.
دور إيراني بارز
وعن
الدور الإيراني قالت الصحيفة، إن الإيرانيين يسارعون إلى ملء الفراغ الناشئ في سوريا ويكثفون الدعم للنظام، حيث كشف النقاب مؤخرا عن اعتزام طهران بناء قواعد سلاح جو وسلاح بحرية لها في سوريا، وإدخال آلاف المرتزقة الشيعة، بل وخلق ممر بين سوريا ولبنان عبر العراق، بشكل يسمح لها بإدخال وسائل قتالية متطورة ودقيقة تهدد بالدرجة الأساس أمن إسرائيل.
وأشارت إلى أن هذا التطور دفع وزير الحرب أفيغدور ليبرمان إلى القول خلال لقائه بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتريش قبل يومين إن إيران تحاول "تثبيت سياسة جديدة في سوريا وتغيير الميزان الجغرافي الاستراتيجي في المنطقة"، بشكل يؤثر على إسرائيل. وأضاف ليبرمان: "لا ننوي السماح بذلك".
الهدف هيمنة شيعية
وبحسب معلومات لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية، قالت الصحيفة إن إيران تحاول أن تدخل إلى سوريا نحو 10 آلاف مرتزق شيعي، جيء بهم من أفغانستان، باكستان والعراق. بهدف أن يكونوا وقودا في معارك السيطرة الإيرانية على سوريا، إضافة إلى نحو 2000 مستشار يقدمون خبرتهم للنظام السوري، فضلا عن وجود حزب الله الذي اكتسب خبرة كبيرة خلال قتاله إلى جانب النظام السوري.
وختمت الصحيفة بالقول إن القيادة السياسية الإسرائيلية مصممة على منع وجود إيران على الأراضي السورية، حيث تتركز الجهود الآن على المستوى الدبلوماسي، ولكن إذا رأت إسرائيل بأن المساعي الدبلوماسية لم تجد نفعا، فيحتمل أن تتخذ في الأشهر القريبة القادمة قرارات "غير بسيطة".