نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا تحدث فيه عن نظام توزيع
السعودية لتأشيرات
الحج على مسلمي العالم.
وأشار الموقع إلى أن السلطات السعودية بحاجة إلى جعل نظام حصص
تأشيرات الحج أكثر شفافية، لضمان أن تكون أكثر عدلا.
ولفت إلى لجوء العديد من المسلمين في بلادهم إلى "السوق السوداء" للحصول على تأشيرات الحج.
وقال إن الحج واحد من أركان الإسلام الخمسة المفروضة على جميع المسلمين على الأقل مرة واحدة، وهذا يعني أن التأشيرات هي محل نزاع شديد.
وقال إن أولئك الذين يؤدون الحج لمدة خمسة أيام تغفر خطاياهم الماضية، وهذا يعني أن الكثيرين يبحثون عن حضور خلال سن الشيخوخة.
وتحدد المملكة العربية السعودية الحصص، استنادا إلى عدد المسلمين في كل بلد، وتتولى الحكومات والشركات الخاصة توزيعها.
وأشار الموقع إلى أن فترات انتظار التأشيرة طويلة، وقد تصل إلى 10 سنوات، خصوصا أن الفترة الماضية وبالتحديد منذ العام 2009 خفضت السعودية أعداد تأشيرات الحج بنحو 20 بالمائة؛ بسبب أعمال التوسعة الجارية في مكة والمدينة.
أزمة اقتصادية
ووفقا للموقع، فإنه مع الأزمة الاقتصادية لجأت المملكة الخليجية إلى إرجاع عدد التأشيرات إلى ما كان عليه في السابق، بحيث يستطيع مليون حاج آخر أن يحضروا الحج الذي يبدأ هذا العام في 30 آب/ أغسطس.
ويأتي ارتفاع أرقام التأشيرات بعد أن عانت المملكة العربية السعودية من انخفاض أسعار النفط فضلا عن انخفاض عدد الحجاج خلال عقد من الزمن في عام 2016، فيما ستكون الزيادة في عدد الحجاج هذا العام فرصة لتعزيز اقتصادي مكة المكرمة والمدينة المنورة.
القرعة في الحصول على تأشيرة
وأشار الموقع إلى أن الحكومات في معظم البلدان ذات الأغلبية المسلمة، تمنح الجزء الأكبر من التأشيرات للمواطنين عبر القرعة العشوائية.
وبين أن أكبر المشاكل تأتي في بلدان مثل إندونيسيا، التي تمنح عادة أكبر عدد من التأشيرات - ويبلغ عدد سكانها المسلمين 260 مليون نسمة.
وفي الوقت الذي تتخذ فيه إندونيسيا وهي التي سيضاف إلى حصتها هذا العام من التأشيرات 10آلاف تأشيرة، طريقة القرعة، فإن دولا أخرى تضع الأعمار أولوية لها.
وقال الموقع، إن بلدانا أخرى وضعت تدابير صارمة لكي تكون عادلة وتقلل أوقات الانتظار.
وضرب الموقع البريطاني مثالا بالأردن الذي لديه فقط 7000 مكان لملئه هذا العام.
وبين أن هذا العام سمح الأردن لمواليد عام 1945 وما قبل بالذهاب للحج، مع ضرورة أن يقسموا أنه لم يسبق له الذهاب للحج.
وبين أنه يتم تعديل قاعدة سنة الميلاد سنويا لإعطاء المسنين فرصة أفضل للفوز بالمكان، وهذا يعني أن العام المقبل الذين ولدوا في أو قبل عام 1946 سيكون مرشحا لأخذ التأشيرة.
وتمنح الاستثناءات لأولياء الأمور الذكور، مثل الابن أو الزوج، المرافقين لحاج أنثى.
ادعاءات الفساد
ويتهم النقاد السلطات السعودية بتسييس الحج وخلق سوق سوداء عالمية مخصصة لبيع التأشيرات، فضلا عن وصف عملية التخصيص في بعض البلدان بأنها مشتتة ومحاطة بشبهات فساد وغير عادلة للحجاج الفقراء.
يشار إلى أن باكستان، التى تحصل على ثالث أعلى حصص، قد هزتها مؤخرا فضيحة فساد بعد أن اتهم الحجاج المحتملون المسؤولين بمنح جزء من التأشيرات للشركات الخاصة مقابل رشاوٍ.
وتبرر الرياض الحصص التي تحددها بدعوى "ضمان سلامة جميع الحجاج".
وقد تعرض الحج لحوادث عديدة على مر السنين، مما أدى إلى وفاة الحجاج عادة من خلال الاكتظاظ.
وقد أسفر الحادث الأخير، وهو تدافع عام 2015، عن مقتل ما لا يقل عن 2000 شخص، على الرغم من أن العدد النهائي للقتلى قد تم التنازع عليه.
وقد وصف بعض المراقبين نظام الحصص وسيلة للرياض للتأثير على المسلمين في جميع أنحاء العالم.
ويرى البعض، وفقا للموقغ، أن السعوديين استخدموا الحج "كأداة سياسية" بعد سيطرتهم على الموقعين المقدسين في أوائل العشرينيات.
ابتزاز للحصول على موقف سياسي
وقبل نحو شهرين، نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا للباحث المتحصص في الشؤون الإفريقية بنجامين أوجي، كشف فيه عن بعض وسائل الضغط التي تستخدمها المملكة العربية السعودية، من أجل ابتزاز دول إفريقية وإجبارها على مجاراتها في قرارها بقطع العلاقات مع قطر، في ظل إصرار بعض هذه الدول على الوقوف في وجه هذه الضغوطات.
وبينت الصحيفة أن السعودية استخدمت وسيلتين للضغط، أولها هي الدعم المالي الضخم الذي يمكن أن تقدمه لهذه الدول، والثانية هي التهديد بعرقلة حصول مواطني هذه الدول على تأشيرات العمرة والحج.