ردت المملكة العربية
السعودية، الأربعاء، رسميا على ما أدلى به وزير الداخلية
العراقي قاسم الأعرجي، حول طلب الرياض من بغداد التوسط لدى طهران لكبح التوتر بين البلدين.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول (لم تكشف هويته) قوله إن "المملكة العربية السعودية لم تطلب أية
وساطة بأي شكل كان مع جمهورية
إيران، وأن ما تم تداوله من أخبار بهذا الشأن عار من الصحة جملة وتفصيلا".
وأضاف أن "المملكة متمسكة بموقفها الثابت الرافض لأي تقارب بأي شكل كان مع النظام الإيراني الذي يقوم بنشر الإرهاب والتطرف في المنطقة والعالم ويقوم بالتدخل بشؤون الدول الأخرى".
وأوضح المسؤول أن "المملكة ترى أن النظام الإيراني الحالي لا يمكن التفاوض معه بعد أن أثبتت التجربة الطويلة أنه نظام لا يحترم القواعد والأعراف الدبلوماسية ومبادئ العلاقات الدولية وأنه نظام يستمرئ الكذب وتحريف الحقائق".
ولفت إلى أن "المملكة تؤكد خطورة النظام الإيراني وتوجهاته العدائية تجاه السلم والاستقرار الدولي".
وأردف المصدر المسؤول قائلا إن المملكة "تهيب بدول العالم أجمع بالعمل على ردع النظام الإيراني عن تصرفاته العدوانية وإجباره على التقيد بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة والأنظمة والأعراف الدبلوماسية".
وكانت الخارجية الإيرانية قد رحبت، الثلاثاء، بأي وساطة من شأنها إحداث التقارب مع السعودية وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وذلك في تعقيب على تصريحات سابقة لوزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي قال فيها إن الرياض طلبت وساطة العراق لإنهاء التوتر مع إيران، رغم نفيه لتصريحه لاحقا.
ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قوله لقناة الجزيرة القطرية إن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تتلق أي إشارات من الجانب السعودي تكشف عن رغبة الرياض بتحسين العلاقات مع طهران".
لكن قاسمي استدرك ووصف في إعلان وزير الداخلية العراقي الوساطة بين طهران والرياض بأنها "أمر إيجابي"، مرحبا في ذات الوقت "بأي وساطة تحقق الأمن والاستقرار في المنطقة"، حسب تعبيره.
وأعرب المتحدث الإيراني في سياق منفصل عن "أمله في أن تقوم السعودية بوقف الحرب في اليمن وقبول الحقائق على الأرض".
وكان الأعرجي كشف الأحد الماضي وفي تصريحات متلفزة من طهران، أن السعودية طلبت من بلاده رسميا التوسط بين الرياض وطهران لـ"كبح التوتر بين البلدين"، قبل أن يصدر الاثنين بيانا مقتضبا ينفي فيه أن "السعودية لم تطلب من رئيس الوزراء حيدر العبادي التوسط بينها وبين إيران".