فتح
حادث القطار الذي شهدته محافظة الإسكندرية أمس، الباب للعديد من التساؤلات أهمها إلى متى تستمر محطات وقطارات السكك الحديد
المصرية مقبرة للمصريين ؟
حيث خلف
تصادم قطارين في وقت متأخر من أمس، عشرات القتلى والمصابين المصريين، في حادث يتكرر بشكل دوري في هذا الوقت تقريباً من كل عام.
وأعلنت الحكومة المصرية الطوارئ خاصة وزارة الصحة والنقل ومجلس الوزراء، في إطار تحركات سريعة لاحتواء الحادث الذي لم يكون الأول ولن يكون الأخير.
وعقب الحادث، أعلنت وزارة النقل المصرية وفاة مستشار وزير النقل لشؤون الصيانة بالسكة الحديد، مصطفى السيد، الذي أصيب بأزمة قلبية أثناء تفقده موقع حادث قطاري الإسكندرية.
وأسفر الحادث عن مصرع 49 قتيلًا وأكثر من 100 مصاب، وفقاً للأرقام الرسمية التي أعلنتها الجهات الحكومية المصرية الرسمية.
ويعد هذا الحادث هو الأكبر في عدد ضحايا حوادث السكك الحديدية في عهد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الذي تولى السلطة في حزيران/ يونيو 2014.
اقرأ أيضا: حقائق كثيرة صادمة في حادث قطاري الإسكندرية (شاهد)
وعلى مدار السنوات الماضية تحولت قطارات السكك الحديدة في مصر إلى مقابر جماعية للمصريين، خاصة وأن الفترات الماضية شهدت ارتفاع عدد الحوادث التي تقع على خطوط القطارات بنسب كبيرة.
وتعد سكك حديد مصر هي الأقدم في إفريقيا والشرق الأوسط والثانية على مستوى العالم بعد المملكة المتحدة، ورغم ذلك تعاني من مشاكل كبيرة بسبب خلل في منظومة الصيانة وتداعيات إهمال أصابها على مدى عقود طويلة مما جعل معدل الحوادث عليها أعلى بكثير من نسب باقي دول العالم، وتسببت هذه الحوادث المتكررة في إقالة العديد من وزراء النقل حتى أصبح يطلق عليها "مقبرة الوزراء".
وقد وضعت الحكومات المتتالية خططا كثيرة لتطوير سكك حديد مصر ولكن دون جدوى حيث كان يتسبب حادث قطار في إقالة الوزير المسؤول والبدء من جديد.
وتاريخيا بدأ إنشاء أول خط حديدي في مصر يوم 12 يوليو عام 1851، وبدأ التشغيل في 1854 وكان المشرف على مشروع بناء السكك الحديدية المصرية آنذاك المهندس الإنجليزي روبرت ستيفنسون وهو ابن مخترع القاطرة الشهير جورج ستيفنسون.
ويبلغ طول الشبكة الحديدية حوالي 9000 كم تربط جميع محافظات مصر وتصل الخطوط الحديدية بين معظم المراكز العمرانية والاقتصادية في البلاد مثل الموانئ على البحرين الأحمر والمتوسط، ومراكز الشحن الخام والمصانع، فضلا عن جميع المدن والمراكز الأخرى.
وتعتبر سكك حديد مصر العمود الفقري لنقل الركاب في مصر حيث تنقل نحو 500 مليون راكب سنويا بينما يبلغ حجم نقل البضائع نحو 6 مليون طن سنويا فقط وهو أقل من 1% من حجم نقل البضائع في مصر.
ومؤخراً أعلنت وزارة النقل المصرية عن اتفاق كان من المتوقع أن يسهم في تعظيم دور هيئة السكك الحديدية المصرية في نقل البضائع عبر قطاراتها وذلك ضمن الخطة الشاملة لوزارة النقل والتي لم ولن تكتمل على مدار السنوات الماضية والتي غالباً ما يعلنها الوزير المختص عقب توليه منصب وزير النقل، وسرعان ما يخرج من الوزارة عقب حادث قطار.