نشرت صحيفة الرياض السعودية الخميس مقالا للمستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني هاجم فيه السلفية ووضعها في إطار "الشرعية الإيديولوجية" التي استندت إليها الدولة السعودية و"كانت سببا لأزمات كثيرة تعرضت لها البلاد".
وهاجم ناشطون ومغردون مقال القحطاني، ووصفوه بالمتماهي مع "دعوة العلمانية" التي تحدث عنها سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، لا سيما في ظل عدم وجود رد رسمي سعودي على تصريحاته.
ويدعو القحطاني في مقاله الذي عنونه بـ"الدولة الوطنية والشرعية الإيديولوجية" إلى "الدولة الوطنية" في مواجهة "الشرعية الإيديولوجية" الذي قال إنها "كانت في أحوال أخرى سبباً للضعف وتكالب الأعداء والتفتت والتفكك في نهاية المطاف، كما كان الوضع في الدولة السعودية الأولى مثلا".
ويتحدث القحطاني عن ضرورة وجود ما يصفه بـ"التيار الوطني"، حيث يرى أن "من مشكلاتنا في المملكة، أنه ومنذ مرحلة التأسيس وإلى اليوم، لم يظهر في البلاد تيار وطني نشط، إطاره الدولة الوطنية القائمة".
ويرى أن الدولة "بقيت رهينة للأيديولوجيات الأممية والوحدويات القومية، بدءاً من إيديولوجية الدولة الرسمية: السلفية التقليدية، ومروراً بغيرها من الإيديولوجيات التي ظهرت على الساحة السعودية في السر والعلن، مثل: الصحوة الإسلامية، والشيوعية، والناصرية، والبعثية".
في المقابل يعتبر القحطاني أن الشرعية الحقيقية التي حفظت الدولة تتمثل بالعائلة المالكة، ويوضح: "كانت الأسرة الحاكمة هي الرمز الذي تستند عليه هذه الشرعية (الواقعية الحقيقية) في منجزاتها، وكانت هي -بحق- الشرعية الحقيقية التي حافظت على البلاد وبقاء وحدتها وتماسكها".
اقرأ أيضا: العتيبة: نريد حكومات علمانية في المنطقة وقطر تريدها غير ذلك
وبشكل صريح يدعو المستشار في الديوان الملكي لأن تحل هذه الشرعية (العائلة المالكة) محل الشرعية الإيديولوجية على المستويين النظري والإعلامي، بهدف أن تكون الأمور واضحة للجميع، وأن يقطع الطريق على مزايدة المزايدين في الإيديولوجيا، الذين علمتنا التجارب، أن قيمة مزايدتهم كانت باهظة على الوطن والمواطن في آنٍ واحد.
ولا يقف القحطاني في دعواه لمواجهة السلفية والإيديولوجيا عند هذا الحدث، بل يتعداه إلى الدعوة لتجاوز ما يسميه "مفهوم الأمة" لصالح الدولة القُطرية "يتساوى فيها الجميع وتتعايش فيها مختلف المذاهب" حسب تعبيره.
ويضيف أن الحل يكمن "في الاعتراف بأن مفهوم الأمة - أياً كانت هذه الأمة- لم يعد صالحاً في وقتنا الحالي، كما لابد من الإقرار بأننا مواطنون متساوون في دولة ذات حدود محددة، وواضحة، ومعروفة".
ويختم المسؤول السعودي مقاله بالإقرار بأن "مثل هذا الطرح سيواجه بحملة معارضة شديدة، وسيتعرض صاحبه للاتهامات المعلبة المختلقة، التي صارت ديدناً يمارسه الحزبيون في مواجهة خصومهم، غير أنه لا أجمل في نظري، من أن يهاجم الإنسان بسبب حبه لوطنه وولائه له، وكفى بهذا فخراً".
وكانت نخب سعودية هاجمت في وقت سابق تصريحات السفير العتيبة التي قال فيها إن دولا في المنطقة من بينها السعودية "تريد حكومات علمانية مستقرة ومزدهرة وقوية، وذلك يتعارض مع ما تريده دولة قطر"، بحسب تعبيره.