عقد معلقان إسرائيليان بارزان مقارنة بين تعاطي الموقف الأردني الرسمي مع أحمد الدقامسة الذي قتل سبع فتيات يهوديات، وبين سلوك إسرائيل تجاه حارس السفارة في عمان الذي قتل مواطنين أردنيين.
وتساءلت المعلقة الإسرائيلية سمدار بيري، المعروفة بعلاقاتها الوثيقة بالعائلة المالكة في عمان، في طريقة التعاطي الأردني الرسمي مع أحمد الدقامسة، قائلة: "تخيلوا ماذا كانت ردة فعل إسرائيل لو أن الملك عبد الله استقبل أحمد الدقامسة، فأي ضجة كانت سيثيرها نتنياهو تحديدا؟".
ونوهت في مقال نشرته الصحيفة أمس إلى أن الفرق بين الدقامسة وحارس السفارة يتمثل في أن الأول حوكم وأمضى 20 عاما في السجن الأردني، بينما الثاني يتم استقباله استقبال الأبطال في إسرائيل".
اقرأ أيضا: بعد مغادرة حارس السفارة.. عمان تدرس اللجوء للقانون الدولي
وقد حذا المعلق جدعون ليفي حذو بيري، وأشار إلى أن ملك الأردن السابق حسين "قد عطل أعماله بعد قيام الدقامسة بقتل الفتيات اليهوديات، وتوجه إلى عوائل القتيلات، وركع على ركبتيه أثناء تقديم العزاء لها، في حين أن نتنياهو يرفض مجرد الاعتذار للأردن على الفعلة التي قام بها الحارس".
وكانت صحيفة "كاكيليست" الاقتصادية الإسرائيلية حذرت من أنه في حال تفجرت احتجاجات شعبية واسعة في الأردن، فإن بوسعها أن تلحق أضرارا اقتصادية هائلة تصل إلى حد المس بمكانة إسرائيل الجيو-استراتيجية.
وفي تقرير نشرته أول أمس، نوهت الصحيفة إلى أن الجمهور الأردني بإمكانه أن يضغط على الملك لعدم احترام تنفيذ عقد شراء الغاز الإسرائيلي، وهو العقد الذي يضخ إلى خزانة إسرائيل مليارات الدولارات.
اقرأ أيضا: حارس السفارة الإسرائيلية قاتل الأردنيّيْن يتباهى بعودته سالما
وأشارت الصحيفة إلى أن الاحتجاجات يمكنها أن تتسبب أيضا في تعطيل تدشين منطقة التجارة الحرة التي يتم الآن إنشاؤها في منطقة "الشيخ حسين" الحدودية، وإجبار الحكومة على التوقف عن السماح بتدفق البضائع الإسرائيلية إلى العالم العربي عبر الأراضي الأردنية.
في سياق متصل كشف وزراء
إسرائيليون النقاب عن أن الأردن لم يكن منذ البداية ينوي توظيف قيام
حارس السفارة الإسرائيلية في عمان بقتل مواطنين أردنيين في المس بعلاقاته مع تل أبيب.
ونقل موقع صحيفة "معاريف" اليوم عن وزراء في المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن قولهم أن الملك عبد الله أوضح منذ البداية أنه لا ينوي الاحتفاظ بالحارس القاتل كرهينة، وأن السماح له بالمغادرة لم يكن مجالا للنقاش.
وكانت صحيفة "هآرتس" قد كشفت أمس النقاب عن أن تدخل أمريكي منخفض المستوى هو من حسم مصير أحداث السفارة وأقنع الملك عبد الله بوضع حد للقضية والسماح للحارس القاتل بالمغادرة.
ونوهت الصحيفة إلى أن جارد كوشنير مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتصل بالملك عبد الله واقنعه بإنهاء القضية وهذا ما حدث بالفعل.
من ناحيته هاجم المعلق الإسرائيلي بن كاسبيت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، منوها إلى أنه انكر "الجميل الذي أسداه له الملك عبد الله ورد بتحقيره والاستخفاف به من خلال استقبال الحارس الذي قتل المواطنين الأردنيين".
وفي مقال نشره موقع "معاريف" اليوم، قال كاسبيت: "لقد غرس نتنياهو أصابعه في عيني الملك، وقلص هامش المناورة أمامه".