أدى عشرات الآلاف من الفلسطينيين صلاة عصر الخميس في المسجد الأقصى المبارك، للمرة الأولى منذ أسبوعين، وذلك بعد رضوخ الاحتلال لمطالب أهل القدس ومناصريهم حيث أزال البوابات الإلكترونية التي وضعها مؤخرا عن أبواب الأقصى بغرض إجراء عمليات تفتيش.
وفور دخول الآلاف لساحات المسجد ورفعها العلم الفلسطيني وإطلاق صيحات التكبير ، واجهت حشود من شرطة الاحتلال المدججة بالسلاح المصلين بعشرات قنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي ما اسفر عن وقوع أكثر من 100 جريح ومصاب بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني .
ووقعت مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية داخل باحات الأقصى ، بعد اقتحام عشرات الجنود وعناصر القوات الخاصة الإسرائيلية للساحات واستخدامها القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وأصيب عشرات المصلين والمرابطين مساء الخميس، عقب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى عقب أداء دخول عشرات الآلاف من المصلين المسجد الأقصى بعد انقطاع دام نحو أسبوعين.
من جهته، نقل الناشط المقدسي فريد الأطرش، لـ"عربي21"، أن "باب حطة شهد أعنف الموجهات مع قوات الاحتلال التي اقتحمت المسجد واستخدمت قنابل الصوت، وقنابل الغاز السام المسيل للدموع، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، كما اعتدت بالضرب بالهراوات على المصلين".
ولفت الأطرش، إلى وجود عشرات المصابين من بين المصلين، معظمهم من النساء، مؤكدا أن "المرابطين لا زالوا داخل المسجد الأقصى، في ظل وحالة من التحدي غير المسبوقة من قبل المصلين لقوات الاحتلال الإسرائيلي".
ونبّه الناشط إلى أن قوات الاحتلال اعتلت سطح المسجد القبلي وقامت بإنزال العلم الفلسطيني الذي رفعه شبان فلسطينيين عليه عقب دخول الانتصار من باب حطة بعد حرمان المصلين من الصلاة في المسجد الأقصى منذ نحو أسبوعين".
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، عراب الفقهاء لـ"عربي21"، أن طواقم الهلال "تعاملت مع أكثر من 96 إصابة مختلفة في مدينة القدس، منذ دخول المصلين للمسجد الأقصى".
ومثل القرار الإسرائيلي بإزالة أجهزة كشف المعادن تراجعا كبيرا في موقف حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والتي قوبلت بسخط إسرائيلي عارم .
ورغم تعنتها ورفضها فتحه، أرغم المقدسيون قوات الاحتلال على فتح باب حطة أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك الذي كان الاحتلال قد صادر مفاتيحه، بعد أن أصرّ المصلون على الدخول منه لأداء صلاة العصر، لتعود الأوضاع في باحات الأقصى المبارك وعلى أبوابه إلى ما قبل الإجراءات الأخيرة.
وكان المرابطون أمام أبواب الأقصى أكدوا قبل عصر الخميس على رفضهم الدخول إليه، وذلك حتى فتح الاحتلال الإسرائيلي باب حطة وهو أحد أبوابه، الذي يواصل إغلاقه والاستيلاء على مفاتيحه.
وأكدت "المرجعيات الدينية" على رفضها الدخول إلى الأقصى وأداء صلاة العصر فيه، فيما احتشد آلاف المرابطين أمام باب حطة مرددين هتافات تؤكد على صمودهم ورفضهم لأية إجراءات أو محاولات إسرائيلية للتحايل على انتصارهم.
يأتي ذلك بينما دعت جهات مقدسية عدة للاعتصام والاعتكاف ابتداءً من صلاة الجمعة غدًا وحتى إشعار آخر على أبواب المسجد الأقصى المبارك.
وتهدف هذه الدعوات هو فتح باب حطة وباب المطهرة فورا وبشكل كامل، والسماح بإدخال المرابطات للمسجد وحذف قوائم المنع بحق المبعدين والمبعدات، وإزالة كاميرات المراقبة التي وضعت بالأقصى كافة القديمة والجديدة.
وأكد المقدسيون على ضرورة توقف اقتحامات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى المبارك بشكل تام.
ولفتوا إلى استمرار الاعتصامات في الضفة الغربية المحتلة على الحواجز ونقاط التماس وأقرب النقاط المؤدية إلى القدس والأقصى وإغلاق الطرق الرئيسية بين المستوطنات.
من جهتها شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المنتشرة في أرجاء الضفة الغربية المحتلة بتعزيز ما يسمى بـ"نقاط التماس" في الضفة استعدادا لمواجهة أية تظاهرات فلسطينية قد تنطلق في أعقاب صلاة يوم غد الجمعة.
بدوره حيا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية صمود أهل القدس وثباتهم في وجه الاحتلال، وقال "إن ما جرى يمثل صفحة مشرقة من صفحات الانتصار وبداية اندحار الاحتلال عن القدس والأقصى".
وأضاف هنية في تصريح صحفي "أن العمل الوطني المشترك بين فصائل شعبنا وشرائحه المتنوعة هو أحد أهم أسباب نجاحنا في هذه المعركة"، داعياً إلى اجتماع الإطار القيادي المؤقت لوضع مسار العمل الفلسطيني بعد هذا الانتصار.
وفي تطور لاحق، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة نحو 40 فلسطينيا بعد إطلاق قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز بالأقصى عند باب حطة، خلال مواجهات عنيفة داخل باحات المسجد الأقصى بين شرطة الاحتلال والمصلين.
واعتلت قوات الاحتلال سطح المسجد الأقصى المبارك وأنزلت العلم الفلسطيني الذي كان رفعه المصلون الذين دخلوا الأقصى
وتشهد مدينة القدس المحتلة منذ أكثر من 10 أيام، احتجاجات ومواجهات مع الشرطة الإسرائيلية، بعد وضع الأخيرة بوابات إلكترونية وحواجز حديدية على بوابات المسجد الأقصى، قبل أن تبدأ بإزالة تلك الإجراءات تدريجيا خلال اليومين الماضيين.