كشفت شبكة "
بي بي سي" أن بعض الفتيات اللواتي اختطفهن تنظيم "
بوكو حرام" في العام 2014، وتم تحريرهن لاحقا، عدن إلى التنظيم طواعية.
وفي دراسة للكاتبة "دوبي تريسيا"، تبيّن أن العديد من "طالبيات تشيبوك" عدن أو يرغبن بالعودة إلى الغابات للإقامة مجددا مع مقاتلي "بوكو حرام".
ورغم إجبار التنظيم للفتيات على اعتناق الإسلام، إلا أن أحدا لم يكن ليصدق أن بعض الفتيات سيعدن لـ"بوكو حرام" بشكل طوعي، وبإرادتهن التامة، وفقا للكاتبة.
وذكرت "بي بي سي" أن بعض من يرغبن بالعودة للتنظيم ربما يعانين من متلازمة ستوكهولم (ظاهرة نفسية تدفع الفرد للتعاطف مع عدوه)".
تقول الكاتبة إنها قابلت فتاة تدعى "عائشة"، كانت مختطفة لدى "بوكو حرام" لمدة أربعة أعوام، وتزوجت بقائد من التنظيم وهي في الأسر.
وتابعت: "أغرقها بمشاعر الحب، والهدايا الثمينة، وأغاني الحب باللغة العربية، وقُطعت هذه الحياة الحالمة، كما وصفتها المرأة النيجيرية، عندما ظهر الجيش النيجيري في بداية عام 2016، في وقت انخرط فيه زوجها وقادة آخرون في المعارك".
احتجزت "عائشة" لدى الحكومة لنحو ثمانية أشهر، وأنهت برنامجا للتأهيل ضد التطرف، وقالت بعد انتهاء برنامجها التأهيلي: "الآن، علمت أن كل الأمور التي كانت تخبرنا بها بوكو حرام أكاذيب، وعندما أستمع إليهم حاليا في الراديو، أبدأ بالضحك".
اللافت في قصة "عائشة"، أنها وبعد زعمها نبذ أفكار "بوكو حرام" عادت لغابات "سامبيسا"، حيث يتواجد مقاتلو "بوكو حرام".
وتقول والدة الفتاة إن سبع فتيات على الأقل من صديقات ابنتها عدن طواعية للتنظيم.
فيما قالت عائلتها إن اتصالا هاتفيا تلقته "عائشة" من صديقتها، أخبرتها أن زوجها تزوج من فتاة "خصمة" لها، عجّلت في عودتها للتنظيم.
ويتابع شقيقها: "لقد توقفت عن الخروج أو الحديث أو تناول الطعام... كانت دائما حزينة، وبعد أسبوعين، تركت المنزل ولم تعد، وفُقدت بعض ملابسها، وأُغلق هاتفها، وأخذت طفلها البالغ عامين، الذي أنجبته من زوجها في بوكو حرام بغابة سامبيسا، لكنها تركت طفلها الأكبر الذي أنجبته من طليقها الذي كانت ارتبطت به قبل حادث الاختطاف".
فيما روت الكاتبة قصة فتاة تدعى "أستا"، قالت إنها تفتقد زوجها بشدة، وتتمنى أن تلتقي به مجددا، إلا أنها ترفض على الإطلاق مبدأ العودة إلى الغابة، والالتحاق ببوكو حرام.
ونقلت "بي بي سي" عن مسؤولة نيجيرية تفسيرا لظاهرة عودة المختطفات المحررات لـ"بوكو حرام"، وذلك للحظوة التي يتمتعن بها عند التنظيم.
وتابعت: "كانت هناك نساء ممن لم يعملن قط في أغلب الأحيان، ولم يتمتعن بأي نفوذ، ولم يكن لهن صوت في مجتمعاتهن. فجأة أصبحن مسؤولات عن نحو 30 إلى 100 مرأة ممن كنّ تحت سيطرتهن ورهن إشارتهن".
وأضافت: "من الصعب معرفة التعويض المناسب للنساء المحررات عند العودة إلى المجتمع؛ لأن غالبيتهن لا يتمتعن في مجتمعاتهن بهذا النوع من النفوذ".