تحدث ضباط منشقون عن نظام الأسد في الأيام القليلة الماضية عن انطلاق مبادرة لتأسيس جيش وطني سوري موحد من فصائل
الجيش الحر وكل الفصائل العاملة ضمن "مبادئ الثورة السورية".
وهذه ليست المبادرة الأولى من نوعها، فقد سبقتها العديد من المبادرات التي لم يُكتب لها النجاح طيلة السنوات الست الماضية، فاختلاف المرجعيات وتعدد الإيديولوجيات وتزايد التبعيات للدول الداعمة؛ كانت أسبابا كفيلة بإفشال تلك المبادرات.
وقا النقيب المنشق عمار الواوي، أمين سر الجيش السوري الحر، في حديث خاص لـ"
عربي21"، إن المبادرة موجودة ويتم العمل عليها منذ أكثر من تسعة أشهر، لجمع كافة الضباط بالداخل والخارج، والتنسيق مع جميع الفصاىل الثورية في جميع مناطق
سوريا، مشيرا إلى أن الظروف باتت الآن مواتية جدا وخاصة بعد "دحر" تنظيم الدولة من الشمال السوري.
وقال: "إنه مطلب شعبي باتت تنادي به جميع مظاهرات الشعب للتوحد، وإلغاء الفصائلية لتكون هناك بندقية واحدة نحو العدو والاحتلال الإيراني والروسي، وقيادة عسكرية واحدة وغرفة عمليات عسكرية مركزية".
وأضاف أن هناك عدة فصائل أعلنت استعدادها لحل نفسها لتشكيل "جيش وطني"، سواء بالشمال السوري أو في دمشق أو في الجنوب، لكنه امتنع عن ذكر أسماء تلك الفصائل.
اقرأ أيضا: ضباط بالجيش السوري الحر يعملون على تشكيل جيش موحد
وذكر أنه تم طرح المبادرة على "الداخل والخارج"، مشيرا إلى أنه تم اختيار اللواء محمد الحاج علي، قائدا للجيش الموحد، لقيادة العمل عسكريا وفق تراتبية عسكرية، ومؤسسة تحوي جميع هيئات وصنوف الأسلحة، كما قال.
وقال: "أعلنا المبادرة على جميع تراب الوطن، وقد لاقت إجماعا من قبل معظم الفصائل، وقد أعلنت بعض المناطق موافقتها وفق بيانات أصدرها الضباط في القنيطرة وحلب وحماة وإدلب ودمشق، ومعظم الضباط الموجودين في البيانات هم قادة فصائل على الأرض".
وفي السياق ذاته، نُشرت بيانات مصورة تُظهر ضباطا منشقين عن قوات نظام الأسد يعلنون استعدادهم وجاهزيتهم للانضمام للجيش السوري الموحد. فقد صدرت ثلاثة بيانات بهذا الصدد، الأول من الشمال السوري، والثاني من جنوب العاصمة دمشق، والثالث من القنيطرة جنوب سوريا، ومطلعها جميعا: "نحن ضباط الجيش السوري الحر من أبناء الجيش والقوات المسلحة لسوريا الثورة، نعلن استعدادنا لتقديم خبراتنا العسكرية ومساندة الفصائل الثورة في العمليات القتالية لتشكيل جيش سوري موحد".
وعن نظرة هذا الجيش لفصائل مثل أحرار الشام وغيرها من الفصائل الإسلامية، قال الواوي لـ"
عربي21": "حركة أحرار الشام أعلنت رسميا استنادها على علم الثورة، وأن مشروعها هو إسقاط نظام الأسد وطرد الاحتلال الإيراني والروسي، وحماية الثورة وأهدافها، وتحقيق مطالب الشعب بالحرية والعدالة والديمقراطية"، مشيرا بذلك إلى أهداف الجيش الموحد، وقال إن "أي فصيل لا يقبل بذلك سيكون للشعب قرار في ذلك".
وأوضح الواوي أن "مبادرتنا عسكرية بامتياز؛ تضم في هيكليتها جميع الضباط المنشقين عن النظام المجرم وفق تراتبية عسكرية وهرمية حسب الأقدمية في الرتب، وأي فصيل يقبل أن ينضم للمشروع وفق هذه الأهداف مرحب به مهما كان"، على حد قوله.
وعن مصادر دعم وتمويل "الجيش"، أفاد الواوي أن "المشروع وطني بامتياز، وحتى الآن لا يوجد أي دعم أو تواصل مع أي دولة"، مشددا على أن "العمل داخلي على مستوى فصائل الأرض، وبقية الضباط بالداخل والخارج".
وقال: "عندما قمنا بالثورة لم يكن هناك أي دعم دولي. قاتلنا ببنادق الصيد وبأجسادنا وصدورنا، وأعلنا عن تشكيل الجيش الحر"، مضيفا: "عندما يكون القرار وطنيا من الداخل.. من أرض الوطن، ستتبنى الدول ما يطلبه الشعب، وبسلاحنا البسيط قمنا بتحرير أكثر من 70 في المئة من سوريا لولا تدخل تنظيم داعش الإرهابي الذي دعمه النظام المجرم وإيران"، على حد تعبيره.
وفي سياق قوام الجيش والمبادرة القائمة، قال الواوي إن عددهم أكثر من 1500 ضابط، وإنه يتم التواصل مع باقي الضباط للانخراط في العمل، كون الدول في البداية عملت على تهميش الضباط، على حد تعبيره، مشددا على أنهم يعملون على عودة الضابط إلى مكانه الصحيح.
أما الجنود في هذا الجيش، فهم بحسب الواوي "كل ثائر حمل سلاحه دفاعا عن أهله ووطنه"، ممتنعا عن ذكر أرقام دقيقة أو تقريبية لعناصر هذا الجيش.
وتطرق الواوي لتراتبية الجيش وضباطه، فـ"ملازم أو ملازم أول قائد فصيلة، والفصيلة 30 عنصرا. ونقيب أو رائد قائد كتيبة، والكتيبة أكثر من 200 عنصر. ومقدم أو عقيد قائد لواء، وعميد قائد فرقة. والكتيبة ثلاث سرايا، والسرية ثلاثة فصائل، واللواء ثلاث كتائب، والفرقة ثلاثة ألوية". لكن الواوي عادة ليؤكد أن المبادرة ما زالت بـ"مرحلة الإعلان والتشكيل والبناء".
وختم عمار الواوي حديثه لـ"
عربي21" قائلا: "الجيش السوري الموحد تم الإعلان عن انطلاقه في 17تموز/ يوليو الجاري، وهو اليوم موجود على الأرض، ونعمل على التنسيق وفق هيئات ومؤسسات الجيش الموحد، وهناك لجنة من الضباط مهتمة بالتواصل مع الجميع ليكون الجيش السوري الموحد هو بادرة النصر وخلاص الشعب من النظام المجرم والاحتلال".