قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن
القوات العراقية متورطة في
إعدام مدنيين فارين من المعارك في موقع مخصص للإعدام قرب المدينة القديمة غربي
الموصل.
وقالت المنظمة، إن "مراقبين دوليين اكتشفوا موقعًا للإعدام قرب الموصل القديمة بالتزامن مع شهادات جديدة حول إعدامات في مدينة الموصل القديمة وما حولها، وعمليات توثيق مستمرة لقتل القوات العراقية رجالًا يفرون من الموصل في المرحلة الأخيرة من المعركة ضد
تنظيم الدولة".
وذكر التقرير أنه في 17 تموز/ يوليو الجاري قدم مراقبون دوليون، أدلة موثقة سابقًا على عمليات إعدام جماعية، حيث اصطحبهم أحد أصحاب المحلات، في حي متاخم للبلدة القديمة استعيد من تنظيم الدولة في نيسان/ أبريل، إلى مبنى فارغ وأراهم صفًا لـ17 جثة لذكور حفاة الأقدام وبزي مدني وسط بركة دماء، وقال المراقبون إن كثيرين بدوا وكأن أعينهم كانت معصوبة وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم.
اقرأ أيضا: رسميا.. هذا ما أعلن عنه العبادي حول تنظيم الدولة بالموصل
ووفقا للتقرير، فإن صاحب المتجر شاهد الفرقة 16 من الجيش العراقي في الحي قبل 4 ليالٍ، وتعرف على الفرقة من شاراتها ومركباتها، وسمع تلك الليلة طلقات نارية متعددة قادمة من منطقة المبنى الفارغ، وفي صباح اليوم التالي، عندما غادرت الفرقة المنطقة، توجه إلى المبنى ليرى جثثًا ممددة في وضعيات تشير إلى إطلاق النار عليها في المكان.
ونقل التقرير عن مراقب دولي أيضا أن "قوات الفرقة الـ9 من الجيش احتجزت 12 رجلاً داخل البلدة القديمة للاشتباه في انتمائهم إلى تنظيم الدولة، وبعدها قاد الجنود الرجال المحتجزين بعيدًا عن الأنظار، ثم سمع طلقات تخرج من مكانهم، ولم يتمكن المراقب من التحقق مما حدث".
وأفادت المنظّمة أنها "وثقت أيضًا مشهدًا لجنود عراقيين يركلون رجلًا ينزف ويضربونه، وعناصر من الشرطة الاتحادية يضربون 3 رجال على الأقل، وجنودًا آخرين يركلون رجلًا محتجزًا وهو على الأرض".
من جانبها، قالت سارة ليا وتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط بالمنظمة في التقرير إنه "في الوقت الذي يحتفل فيه رئيس الوزراء حيدر
العبادي بالانتصار في الموصل، يتجاهل طوفان الأدلة التي تثبت ارتكاب جنوده جرائم حرب في المدينة التي وعد بتحريرها".
اقرأ أيضا: مسؤولون عراقيون: المعارك دمرت 80 بالمائة من الموصل
وأضافت: "سينهار انتصار العبادي ما لم يتخذ خطوات ملموسة لإنهاء الانتهاكات البشعة على يد قواته".
وتابعت: "يبدو أن بعض الجنود العراقيين لا يخافون مواجهة عواقب قتل المشتبه بهم وتعذيبهم في الموصل، بدليل أنهم يرتاحون لمشاركة أدلة لما يبدو أنها صورًا وفيديوهات صادمة للغاية".
وأمس الثلاثاء هاجم العبادي منظّمة "العفو الدولية" التي تحدثت بدورها عن "انتهاكات وعقوبات جماعية" تُرتكب بحق المدنيين من طرفي النزاع في حرب الموصل.
وأعلن قبل نحو أسبوع، تحرير كامل الموصل من تنظيم الدولة، بعد معركة استغرقت قرابة 9 أشهر، وأدت إلى الكثير من الخسائر البشرية والمادية، ونزوح أكثر من 920 ألف شخص.
غير أنّ مراقبين يرون أن المعركة لم تحسم بعد بشكل كامل، لوجود الكثير من بقايا التنظيم في مناطق مختلفة بالمدينة.