قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، إسماعيل
ولد الشيخ أحمد، الأربعاء، إن
اليمنيين يعانون من أزمات مركبة مع دخول الحرب عامها الثالث، واصفا الحالة الإنسانية فيه بـ"المروعة".
وأضاف خلال إحاطته أمام
مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، أن هذا البلد لا يعاني من حالة طوارئ واحدة، بل حالات طوارئ معقدة، أثرت على أكثر من 20 مليون شخص.
وأشار إلى أنه في هذا الوقت يعاني فيه 14 مليون يمني من انعدام الأمن الغذائي، من بينهم 7 ملايين تقريبا معرضين للمجاعة.
وأوضح أن اليمنيين يعانون من الحرب والجوع ومرض الكوليرا، الذي انتشر بشكل أوسع خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وارتفعت أعداد ضحايا الكوليرا في اليمن إلى 1742 حالة وفاة، بحسب ما أعلنته منظمة الصحة العالمية، في وقت سابق من أمس الأربعاء.
وحذر المبعوث الأممي من أن استمرار استهداف السفن في المنطقة يعرّض بشكل خطير توفير الإمدادات الإنسانية والتجارية التي يحتاج إليها بشدة أكثر اليمنيين ضعفا.
وجدد طرح مبادرته بشأن انسحاب الحوثيين من ميناء الحديدة (غربا)، وتسليمه لطرف ثالث محايد، مقابل وقف أي عملية عسكرية للتحالف العربي، مؤكدا قبول السعودية بهذا المقترح.
ويهدف المقترح، بحسب ولد الشيخ، إلى ضمان استمرار تدفق الإمدادات الإنسانية الأساسية والسلع التجارية عبر الميناء وضبط الموارد المالية، بحيث يمكن استخدامها لدعم المرتبات وما إلى ذلك.
ورغم إعلان جماعة الحوثي عدم التعامل معه، واتهامه بـ"عدم الحياد"، لفت ولد الشيخ إلى أنه في الأيام الماضية أجرى اتصالا مباشرا معهم، مبديا تفاؤله في هذا السياق.
وذكر أنه يخطط لدعوة ممثلي "أنصار الله" والحكومة الشرعية إلى استئناف المناقشات حول هذه الأفكار في أسرع وقت ممكن، ومنها ميناء الحديدة؛ لضمان إيصال الإمدادات الإنسانية والتجارية، ومنع تهريب الأسلحة، وتحويل الضرائب، وغيرها من الإيرادات.
ودعا المبعوث اليمنيين للتعامل مع القضية الجنوبية بالحوار والطرق السلمية، وقال إنها تتطلب حلولا جذرية.
وقال إنه سيغادر الخميس إلى العاصمة المصرية القاهرة، لمواصلة مشاوراته مع حكومة اليمن والزعماء الإقليميين حول الأفكار ذاتها.
تحرك وضغط
من جانبه، حث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق شؤون الإغاثة الطارئة "ستيفن أوبراين" مجلس الأمن الدولي بـ"التحرك لإنهاء الصراع، والضغط بقوة على الأطراف المعنية".
وحذر المسؤول الأممي في كلمته أمام المجلس الذي عقد جلسته أمس الأربعاء بشأن اليمن، من أن البلد حاليا يعاني نقصا حادا في أعداد المستشفيات والأطباء بعد الانهيار التام للنظام الصحي في البلاد، وإغلاق 55% من المؤسسات العلاجية؛ بسبب الدمار ونقص التمويل .
وأشار أوبراين إلى أن 30 ألفا من العاملين اليمنيين في المجال الطبي لم يتقاضوا رواتبهم منذ عام تقريبا، ولا تمويل كافيا لتغطية تشغيل البنية التحتية، كالمستشفيات ومحطات المياه والصرف الصحي.
اليماني يتهم ويهاجم
من جهته، اتهم السفير اليمني في الأمم المتحدة، خالد اليماني، المجتمع الدولي بالاستهانة بأرواح اليمنيين؛ عبر تجاهل قضيتهم.
وقال إن "المجتمع الدولي يلتزم الصمت إزاء الأرواح التي تزهق بسبب جرائم مليشيا الانقلاب.
وهاجم اليماني منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، المقيم في اليمن، بتضليل الأمم المتحدة؛ عبر إرسال تقارير مسيسة ومتحيزة تتجاهل الجرائم التي ترتكبها المليشيا في تعز وفي البلد عموما".
وأبدى مندوب اليمن الدائم استعداد حكومته "لمدّ يدها من أجل سلام الشجعان.. سلام عادل وشامل، وفقا للمرجعيات، ولا يكافئ الانقلابيين على جريمتي الانقلاب وإشعال الحرب".
مياه ملوثة وغياب الرعاية
وفي شأن متصل، كشف رئيس منظمة الصحة العالمية، تديروس أدهانوم، أنّ الملايين في اليمن "يشربون المياه الملوثة"، الأمر الذي يقود لتوسع دائرة الكوليرا؛ بسبب غياب الرعاية الصحية.
وذكر المسؤول الأممي في إحاطته لمجلس الأمن، أمس الأربعاء، أن هناك 550 منشأة صحية في اليمن مغلقة أو تعمل جزئيا، فضلا عن وجود نقص في الكوادر الطبية.