عثر فريق الهلال الأحمر الليبي في السابع من الشهر الجاري على 20 جثة متحللة لمهاجرين غير نظاميين من الجنسية المصرية، في عمق صحراء شرق البلاد، قريبا من منطقة "وادي علي".
وحينها قال رئيس وحدة التحقيق في جهاز الهجرة غير الشرعية في مدينة طبرق، العقيد مراجع محمد جبريل في تصريحات صحفية: "إن جثث أخرى متحللة لم يستطع الهلال الأحمر انتشالها، لضعف إمكانياته المادية وعدم وجود سيارات خاصة لنقل الجثث المتحللة".
وبحسب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، فقد تعرفت السلطات المصرية على سبعة مصريين من ضمن الجثث، وقال إن السفارة المصرية في طرابلس، والتي تعمل من القاهرة، سنتسق مع السلطات الليبية المحلية في مدينة طبرق، لنقل الجثث المتعرف عليها وتسليمها إلى ذويهم، دون التطرق إلى ما إذا كانت القاهرة ستستلم باقي الجثث.
بدوره قال مصدر من جهاز الهجرة غير الشرعية في مدينة طبرق لـ"عربي21": "إنه لن يتم تسليم باقي جثث المهاجرين غير الشرعيين المصريين إلى سلطات القاهرة إلا بعد التعرف على هويتهم".
وأضاف المصدر -الذي فضل عدم ذكر اسمه- أنه "من المحتمل أن تكون الجثث لجنسيات أخرى غير الجنسية المصرية، حتى وإن كان احتمالا ضعيفا، إلا أنه يؤخذ في الاعتبار".
ويضطر المهربون إلى الدخول في عمق الصحراء الليبية، أثناء نقلهم للمهاجرين غير النظاميين، بسبب القصف المصري الجوي على الحدود الليبية المصرية الليبية، والذي يطال السيارات التي تتحرك في تلك المناطق.
ويترك المهربون المهاجرين في أماكن تبعد عن أقرب منطقة سكنية في ليبيا، قرابة أربعمائة كيلو متر، مما يعرضهم للموت جوعا وعطشا.
وتنشط حركة المهاجرين غير النظاميين القادمين من مصر في هذه المناطق على مدار العام، خاصة في السنوات الثلاث الأخيرة، إثر تردي الأوضاع الاقتصادية، بعد انقلاب الثالث من يوليو/تموز.
ويسعى المصريون القادمون إلى ليبيا، للهجرة منها إلى إيطاليا أو أحد البلدان الأوروبية، بعد الوصول إلى أحد مناطق تهريب المهاجرين المعروفة في غرب ليبيا، كمدينة الزاوية أو زوارة، أو سواحل منطقة القربوللي وصبراتة وصرمان، بينما يعمل بعضهم الآخر بدون أوراق ثبوتية في مناطق شرق ليبيا، في مجالات الزراعة ورعي الأغنام.
يشار إلى أن مصلحة الجوازات والجنسية في وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني منعت منح التأشيرات لمواطني خمس دول للدخول إلى ليبيا عبر مطار معيتيقة بالعاصمة الليبية طرابلس، من بينها الجنسية المصرية.