يواجه آلاف
النازحين الفارين من مدينة
الرقة السورية؛ أوضاعا صعبة داخل
المخيمات، التي أقيمت لهم في شمال المدينة من قبل قوات
سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى فيها.
ولا تقل معاناة النازحين عن معاناة السكان الذين ما زالوا داخل أحياء الرقة. ففي مخيم عين عيسى، شمالي المدينة، يعاني النازحون من شح الماء وانعدام الكهرباء، في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
ويقول الناشط الإعلامي أبو محمد الرقاوي: "النازحون من أبناء محافظة الرقة وريفها يعانون ظروفا إنسانية غاية في الصعوبة؛ في المخيمات التي أقامتها قوات سوريا الديمقراطية، خاصة في مخيم عين عيسى شمالي المدينة، في ظل ارتفاع حاد في درجات الحرارة ونقص بالمياه الصالحة للشرب، وغياب الخدمات الطبية، وانتشار الأمراض الجلدية".
وأضاف، في حديث لـ"
عربي21"، أن ما يزيد الوضع مأساوية؛ غياب المنظمات الإنسانية الدولية حتى الآن، ومحدودية ما تقدمه المنظمات المحلية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، التي لا تلبي حاجة هؤلاء، وهي أكبر من أن تعد أو تحصى، حيث يقطن المخيم نحو 20 ألف نازح من الرقة وريفها، فيما ينتظر غالبيتهم استعادة وثائقهم من أجل المغادرة والتوجه لأماكن أخرى.
واستطرد الرقاوي بالقول: "مسؤولو المخيم التابعون للوحدات الكردية؛ لا زالوا يمنعون النازحين من مغادرة المخيم، ويقومون بمصادرة وثائق هُوياتهم في ظل وصول المزيد من النازحين بسبب المعارك التي تجري داخل أحياء مدينة الرقة بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة".
وتحدث نازحون لـ"
عربي21"؛ عن عدم توفر الغذاء والرعاية الصحية في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وخاصة أنهم يقيمون بالآلاف في مخيم يفتقر لأدنى مقومات الحياة.
ويقول أحد قاطني المخيم، ويدعى علاء الدين: "أشعر بأني سجين حيث أريد الخروج من المخيم، والذهاب إلى أولادي في مدينة جرابلس أو العودة إلى بيتي في ريف الرقة بعد انسحاب
تنظيم الدولة من هناك، لكني لا أستطيع ذلك بسبب منعي من قسد".
ويضيف في حديثه لـ"
عربي21"؛ أن الجميع في المخيم باتوا دون هويات، حيث تم سحب هوياتهم قبيل وصولهم للمخيم من أجل تدقيق الهويات لأسباب أمنية، وحتى الآن لم ترد إليهم.
وطالب علاء الدين مسؤولي المخيم بإعادتهم لمناطقهم التي تم طرد تنظيم الدولة منها، أو السماح لهم بالخروج من المخيم دون الحاجة إلى وجود كفيل.
الجدير بالذكر أن المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المكونة أساسا من وحدات الحماية الكردية؛ تشهد وجود عدد من المخيمات للنازحين من مناطق تنظيم الدولة، من بينها مخيمات الهول والمبروكة ورجم الصليبي في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، بالإضافة الى مخيمات بريف الرقة مثل مخيم عين عيسى، وسط إهمال المنظمات الإنسانية الدولية والأمم المتحدة.