قررت الهيئة التأسيسية للجبهة الوطنية
المصرية، التي تم تدشينها، الاثنين الماضي، بالإجماع اختيار مكتب سياسي "مؤقت" لها لمرحلة التأسيس، مقررة فتح باب عضويتها لكافة المصريين بالداخل والخارج من خلال الموقع والصفحة التي خصصتها الجبهة لهذا الغرض على مواقع التواصل الاجتماعي، داعية للتوقيع على وثيقة "العمل الوطني المشترك".
جاء ذلك، في بيان لها، الأربعاء، عقب اجتماع الهيئة التأسيسية للجبهة الوطنية المصرية، أمس الثلاثاء، بمدينة إسطنبول التركية.
وضم المكتب السياسي للجبهة الوطنية أستاذ العلوم السياسية، سيف عبد الفتاح (منسقا)، والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية أيمن نور، ووزير الشؤون القانونية السابق محمد محسوب، ووزير الإعلام الأسبق صلاح عبد المقصود، ومحافظ البحيرة الأسبق أسامة سليمان، ورئيس حزب البناء والتنمية طارق الزمر، والناشط سياسي محمد كمال.
وكانت الهيئة التأسيسية سبق وأن اختارت السفير إبراهيم يسري رئيسا شرفيا للجبهة، كما توافقت على تكليف عضو برلمان الثورة حاتم عزام بمسؤولية لجنة العلاقات الخارجية، والأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للصحافة سابقا قطب العربي بمسؤولية لجنة الإعلام، وعضو برلمان الثورة طاهر عبد المحسن مسؤولا عن اللجنة القانونية، والحقوقية نيفين ملك مسؤولا عن اللجنة الحقوقية.
وفي سياق متصل، قال المفكر الاجتماعي وأستاذ العلوم السياسية نادر فرجاني، في تدوينة على "فيسبوك"، إنه يجب الترحيب بنشأة "
الجبهة الوطنية المصرية"، لافتا إلى أن لديه تحفظين عليها، من باب الحرص على نجاح مثل هذه التشكيلات التي قال إنها "باتت مطلوبة بإلحاح لإقالة مصر من نكبتها الراهنة".
التحفظ الأول، بحسب "فرجاني"، يتمثل في عضوية الهيئة التأسيسية، مطالبا بضرورة توسيع المشاركة في الهيئة التأسيسية تجاه تقوية مشاركة "الداخل" ومساهمة القوى المعارضة للحكم التسلطي الفاسد في خلاف جماعة
الإخوان وحلفائها، فالهيئة التأسيسية الحالية يغلب عليها مقيمون خارج مصر ووجوه تحالف جماعة الإخوان الذي كان حاكما في العام السابق على تموز/ يوليو 2013، مضيفا: "بعض من وردت أسماؤهم ضمن المؤسسين يضرون بالمصداقية الوطنية للجبهة"، وفق قوله.
أما التحفظ الثاني لـ"فرجاني" يخص مبادئ العمل السياسي التي تضمنتها الوثيقة التأسيسية، مؤكدا أن "المبادئ الموردة من الروعة والكمال، يصعب على ضوء الخبرة السابقة تصور أنها ستنفذ"، مستشهدا بمبدأ تفادي هيمنة الأغلبية على القرار، مضيفا: "لو كان تحالف الإخوان قد طبق المبادئ المذكورة أثناء تولي حكم مصر لما نشأت الحاجة إلى 30 حزيران/ يونيو، ولما تمخضت الأوضاع عن انقلاب 3 تموز/ يوليو".
وأضاف: "التعلم من الخطأ فضيلة لا جدال ومرحب به، ولكن لا يكفي فيه تدبيج النوايا الطيبة، لذلك يتعين على المسؤولين عن هذه الجبهة وغيرها من التشكيلات التي تنشأ للغرض ذاته أن تحرص على تطبيق هذه المبادئ السليمة التي دفع الوطن والشعب تكاليف هائلة لتجنبها فيما سبق".
اقرأ أيضا: شخصيات مصرية تدشن جبهة وطنية ومبادىء للعمل المشترك
وتحت شعار "نتحد.. نُغير"، أعلنت شخصيات مصرية معارضة في الداخل والخارج من توجهات سياسية مختلفة (إسلامية وليبرالية ويسارية ومستقلة) عن تدشين كيان وطني جامع حمل اسم "الجبهة الوطنية المصرية – تحت التأسيس"، ليكون مظلة جامعة لكل القوى الراغبة في التحرك والخلاص مما وصفوه بالحكم العسكري الاستبدادي على اختلاف توجهاتهم الأيدولوجية والفكرية.