حذر "الاتحاد الديمقراطي الكردي"، الجناح السياسي لـ"وحدات حماية الشعب الكردية"،
الحشد الشعبي العراقي من دخول المناطق التي يسيطر عليها في شمال شرقي
سوريا، وذلك بعدما وصلت هذه الميليشيات إلى الحدود السورية العراقية آواخر شهر أيار/ مايو الماضي.
وقال رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم: "إن مكان الحشد الشعبي هو العراق وليس سوريا، وما يقررونه ضمن أراضيهم في داخل العراق هم أحرار فيه، لكن ليست لهم علاقة بسوريا"، محذرا الحشد من الدخول إلى المناطق التي يسيطر عليها الحزب في شمال شرقي سوريا.
وأضاف مسلم في تصريحات إعلامية، أن الحشد الشعبي العراقي "إذا أراد البقاء ضمن أراضيه فأهلا وسهلا، أما إذا حاولوا الاعتداء والتدخل في مناطقنا، فسندافع عن أنفسنا".
ويعتقد الصحافي الكردي السوري آلان حسن، أن وحدات حماية الشعب تتحول شيئا فشيئا إلى المحور الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، في مواجهة المحور الروسي، خصوصا في المعركة ضد تنظيم الدولة.
وأضاف في حديث لـ"
عربي21"، أن هذا التموضع يجعل الوحدات في حالات تصادم مع القوى والتنظيمات في المحور الروسي، والحشد الشعبي العراقي إحداها، متابعا أن هذا الصدام سيكون حتميا في ظل وجود مناطق نفوذ مشتركة مع جيش
النظام السوري في القامشلي والحسكة وأخرى متنافسة عليها، وخصوصا في البادية السورية، حيث من المتوقع أن تصل المواجهات مداها في ظل سعي الطرفين لكسب معركة السيطرة عليها.
وأشار حسن إلى أن الحشد الشعبي يرى في المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني ممرا إلزاميا لوصل المناطق التي يسيطر عليها المحور الروسي، وإيران هي المدافع الأول عن ربط هذه المناطق ببعضها وصولا إلى البحر المتوسط، وكذلك حزب الله في لبنان، أما الجانب الأمريكي فسيفعل الكثير لمنع حصول هذا الأمر، حسب تعبيره.
في المقابل، قال المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية مضر حماد الأسعد: "إن دخول قوات الحشد الشيعي العراقي إلى سوريا بلا شك هو احتلال وانتهاك صريح لأراضي دولة أخرى، ما سيزيد الأمر تعقيدا في المشهد السياسي والعسكري والأمني والإنساني في سوريا، خاصة مع المعلومات والأخبار القادمة من العراق، التي تؤكد ارتكاب الحشد لمجازر مروعة بحق الأهالي في المناطق التي دخل إليها وفق التعليمات والأوامر التي ينفذونها من إيران وقاسم سليماني".
وأضاف لـ"
عربي21"، أن "ميليشيا الـ"pyd"، الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، كما هو معروف حليفة للنظام السوري الذي تدعمه إيران"، معتبرا تصريحات صالح مسلم "مجرد بروباغندا إعلامية لأن أكثر من لقاء قد تم بين قيادات من الحشد العراقي وبين قوات سورية الديمقراطية والـ"pyd" على الحدود السورية العراقية وكذلك في طهران".
وحسب الأسعد، فإن درجة التنسيق عالية فيما بينهم حاليا على طرفي الحدود السورية العراقية لأن الحشد العراقي ليس هدفه دخول الأراضي السورية من مناطق حدود محافظة الحسكة بل من حدود دير الزور ومنطقة البادية السورية "التنف"، للسيطرة على طريق بغداد دمشق تدمر وحمص، والتنسيق تم مع صالح مسلم وقيادات الـ"pyd" على هذا الأمر.
وأشار الأسعد إلى أن العشائر والقبائل السورية في الحسكة ودير الزور قد كشفت في وقت سابق من اتفاق الحشد العراقي وقوات سوريا الديمقراطية، وحذرت من انتهاك الحشد العراقي للحدود السورية، "الأمر الذي سيجعل الشعب السوري في حالة مقاومة شعبية من أجل التصدي لمخططهم الطائفي الذي يسيرون عليه، أثناء دخولهم للأراضي السورية من أجل مساعدة النظام السوري للسيطرة على أكبر مساحة من الأرض، خاصة المناطق الغنية بالنفط والغاز لحاجة النظام السوري إليها بعد اتفاق تقاسم الثروات النفطية في محافظة الحسكة بين النظام وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي".
يذكر أن عشرات القرى في جنوب محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، كانت قد شهدت نزوح آلاف المدنيين من قراهم بسبب القصف العنيف من قبل الحشد الشعبي العراقي وفق ما أكده ناشطون، وذلك منذ وصولها إلى الحدود السورية العراقية آواخر شهر أيار/ مايو الماضي.