نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا، تقول فيه إن تقريرا للفيفا كشف عن أن رئيس الوزراء السابق ديفيد
كاميرون والأمير ويليام، دوق أوف كامبريدج، ونجل ولي العهد الحالي الأمير تشارلز، كانا في وسط عملية فساد في عالم كرة القدم، بعدما تم الكشف عن المحاولة البريطانية الفاشلة لاستقبال مباريات
كأس العالم عام 2018.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الأمير وكاميرون كانا في لقاء تم فيه الاتفاق على تبادل في الأصوات بين إنجلترا وكوريا الجنوبية، لافتا إلى أن تقريرا للفيفا كشف عن محاولات مسؤولي الكرة البريطانيين التودد إلى مديري
الفيفا، معظمهم تم الكشف عن فساده الآن، في محاولة منهم لتأمين تنظيم إنجلترا لمباريات كأس العالم في دورة العام المقبل.
وتذكر الصحيفة أن المسؤولين ناقشوا في مرحلة معينة تنظيم لقاء بين الملكة وأحد مسؤولي الفيفا البارزين، الذين يمكن الاعتماد على أصواتهم، لمساعدة المحاولة الإنجليزية.
ويورد التقرير أن تقرير الفيفا، الذي نشر ليلة الثلاثاء، يكشف عن الكيفية التي طلب فيها كاميرون من الوفد الكوري الجنوبي لدعم المحاولة الإنجليزية، حيث وافق الوفد بشرط دعم إنجلترا الطلب الكوري في محاولته لتأمين تنظيم المباريات عام 2022، الذي فازت به قطر، حيث يقول التقرير إن اتفاقية تبادل الأصوات تعد خرقا "لقواعد مكافحة التواطؤ".
وتلفت الصحيقة إلى أن تقرير الفيفا، الذي أعده مدير لجنة الأخلاقيات في الفيفا في حينه ميشيل غارسيا عام 2014، وقدمت فيه تفاصيل حول محاولة المسؤولين الإنجليز بالتواصل مع مسؤولي الفيفا، في الفترة التي سبقت التصويت، يكشف عن أن المسؤولين الإنجليز قالوا إنهم سيمنحون تشريفات وألقابا ملكية، وينظمون لقاء لمسؤول في الفيفا يمثل أمريكا الجنوبية مع الملكة، بالإضافة إلى أن فريق إنجلترا 2018 وافق على ترتيب عمل في نادي أستون فيلا وتوتنهام هوتسبير لولد بالتبني لأحد المسؤولين، وفكروا بتوأمة بلدة أحد المسؤولين وهو جاك ورنر، ممثل تريندا وتوبيغا في الفيفا، مع قرية إنجليزية، واقترح المسؤولون بلدة بيرتون أبون ترينت في ستافوردشاير، بصفتها بلدة مرشحة للتوأمة.
ويفيد التقرير بأن تقرير الفيفا يكشف كيف التقى كاميرون والأمير ويليام، نائب مدير الفيفا الكوري الجنوبي مونغ- جون تشانغ من جنوب أفريقيا في جناحه في فندق بور أو لاك في زيوريخ ليلة التصويت في كانون الأول/ ديسمبر، حيث كانت كوريا الجنوبية تتنافس على تنظيم كأس العالم لعام 2022، الذي كان سيتم الإعلان عنه في الاحتفال ذاته.
وتنوه الصحيفة إلى أن تقرير الفيفا كشف عن أن "رئيس الوزراء طلب من السيد تشانغ التصويت لصالح الطلب البريطاني، ورد السيد تشانغ أنه سيفعل لو قام السيد (جيف) تومبسون (مسؤول المحاولة الإنجليزية) بالتصويت لصالح كوريا"، وذلك بناء على أدلة قدمها الوفد الإنجليزي، مشيرة إلى أن اسم الملكة ورد في التقرير، بعدما كشف عن لقاء مسؤولي اللجنة البريطانية لكرة القدم مع مسؤول بارز في الفيفا عام 2009، الذي طلب لقاء الملكة.
ويحسب التقرير، فإنه يزعم أن مدير كونفدرالية كرة القدم في أمريكا الجنوبية نيكولاس لويز، اقترح منحه لقب فارس شرفي من الملكة، ففي لقاء بينه وبين مدير اللجنة البريطانية لكرة القدم لورد تريسمان، اقترح الدكتور لويز "أنه يعتقد أن لقب فارس من المملكة المتحدة سيكون مناسبا".
وتفيد الصحيفة بأن أندي أنسون، مدير "إنغلاند 2018"، وهي الشركة التي تابعت الطلب الإنجليزي، يذكر أن المسؤولين "قالوا لي سيكون جيدا لو قابل الدكتور لويز الملكة في وقت ما"، واعترف مسؤولو الكرة الإنجليزية بصعوبة منحه لقب فارس، لكنهم اقترحوا بدلا من ذلك إنشاء "كأس لأصحاب الاحتياجات الخاصة" يحمل اسمه، مع أنهم تساءلوا في مرحلة ما إن كان إنشاء كأس يحمل اسمه كافيا لتحفيزه والحصول على دعمه.
ويبين التقرير أنه كشف عن محاولات التوود لمدير كونفدرالية شمال ووسط أمريكا والكاريبي جاك ورنر، وتم الكشف عن مطالبه المثيرة للدهشة، حيث يقول تقرير الفيفا: "أظهرت (إنغلاند 2018) استعدادا مثيرا للأسف، مرة تلو الأخرى، للاستجابة لمطالب (السيد ورنر)"، لافتا إلى أن المطالب تضمنت العثور على وظيفة لولده بالتبني، ريتشارد سيبرو، الذي هو في الحقيقة ابن مدير مصرفه، في فريق توتنهام هوتسبير، وبعد ذلك في أستون فيلا عام 2009.
وتذكر الصحيفة أن لجنة الكرة البريطانية دفعت تكاليف إقامة فريق كرة القدم لترنيداد وتوبيغو تحت سن العشرين في شيفيلد في العام ذاته، وبعد عام طلب جاك ورنر توأمة قريته لونغيدنفيل في ترينداد مع قرية إنجليزية؛ من أجل الحصول على الدعاية والتمويل، مشيرة إلى رسالة بريد إلكتروني أرسلت لورنر في 29 حزيران/ يونيو 2009 من فريق "إنغلاند 2018"، وعرضوا قرية بيرتون أبون ترينت، التي تعد مركز اللجنة الوطنية لكرة القدم، بلدة محتملة للتوأمة.
ويشير التقرير إلى أن تقرير الفيفا كشف عن موافقة إنجلترا لعب مباراة دولية ودية في تايلاند، التي يأتي فريقها في المرتبة الـ120 في العالم، ووعد بتلقي تايلاند مالا من كل حقوق بث المباراة، لافتا إلى أن المدير السابق للجنة البريطانية لكرة القدم جيف تومبسون اعترف لمسؤول التحقيق غارسيا بأن العرض لم يكن مناسبا للعب مباراة ودية دولية؛ "لأنني أعتقد أنه نوع من الرشوة".
وتكشف الصحيفة عن أنه عندما خسرت إنجلترا لصالح روسيا في عام 2010، فإنه تم إلغاء المباراة في تايلاند، التي كانت مقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام ذاته، حيث يقول التقرير إن "إلغاء المباراة يؤكد العلاقة غير المناسبة"، منوهة إلى أن محاولات لجنة الكرة البريطانية لم تكن ناجحة، حيث خرجت
بريطانيا من الجولة الأولى، بعدما حصلت على صوتين، وبحسب غارسيا، فإن فريق "إنغلاند 2018" قدم "تعاونا كاملا ومهما في بناء الحقائق والظروف لهذه القضية"، حيث تم تقديم الشهود والوثائق بناء على الطلب.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن تقرير الفيفا كشف عن سلوك بريطاني، ربما لم يلتزم بمعايير اللجنة الأخلاقية، أو قواعد الطلب للتنافس، "وفي الحالات كلها، حاولت (إنغلاند 2018) إرضاء أو تلبية الطلبات غير المناسبة لأعضاء اللجنة التنفيذية" للفيفا.