توفي
وزير الدفاع السوري السابق
مصطفى طلاس الذي كان مقربا من الرئيس السوري بشار
الأسد، الثلاثاء، في مستشفى قرب باريس عن عمر 85 عاما، بحسب ما أعلن نجله فراس.
وأوضح رجل الأعمال فراس طلاس أن والده "توفي هذا الصباح في مستشفى افيسين وسيتم تشييعه في باريس في انتظار أن نتمكن من دفنه في دمشق".
وكان طلاس الذي استقر قبل خمس سنوات في باريس حيث تقيم إحدى بناته، نقل إلى المستشفى قبل 12 يوما إثر كسر في عظم الساق، بحسب نجله الذي أضاف أن والده دخل في غيبوبة الاثنين.
كما كان عضوا في حزب البعث الحاكم ومن أبرز المقربين من الرئيس السوري السابق حافظ الأسد منذ استلامه السلطة في
سوريا في بداية السبعينات، وقد عينه الأسد وزيرا للدفاع في العام 1972 ليبقى في منصبه هذا طوال ثلاثة عقود من الزمن. ولم يتركه سوى في العام 2004 أي بعد أربع سنوات على وصول بشار الأسد إلى سدة الرئاسة.
استقر طلاس في فرنسا منذ نحو خمس سنوات، وبقي بمنأى عن النزاع السوري منذ اندلاعه في العام 2011، ولم يعلن أي موقف إزاءه رغم انشقاق ابنه مناف، الذي كان ضابطا في الجيش السوري وصديق الطفولة للرئيس الحالي بشار الأسد، في العام 2012.
طلاس من مواليد مدينة الرستن (1932)، التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة منذ العام 2012 في محافظة حمص في وسط البلاد، وهو من الطائفة السنية رغم أن عائلة الأسد وأبرز مسؤولي الجهازين العسكري والأمني في سوريا من الطائفة العلوية.
ولديه أربعة أولاد، هم مناف وفراس وناهد وساريا.
ويؤكد ضابط الاستخبارات الفرنسي السابق والخبير في الشؤون السورية آلان شوييه أن "طلاس قام بدور محدود في وضع الإستراتيجية العسكرية (للجيش السوري) التي كان يحددها حافظ الأسد والضباط العلويون في الجيش"، مشيرا إلى أنه كان يلعب دورا في مجال العلاقات العامة أكثر منه عسكريا. وكان، بحسب شوييه، "مقربا من السوفييت".
وفي مقابلة نادرة مع الصحيفة الألمانية دير شبيغل في العام 2005، برر طلاس الهجوم العسكري الذي تعرضت له حماة (وسط) في العام 1982 ردا على تمرد مسلح نفذته جماعة "الإخوان المسلمين"، إذ قال: "استخدمنا السلاح للوصول إلى السلطة (...) وأي أحد يريد السلطة فعليه أن يأخذها منا بالسلاح"، مشيرا إلى تنفيذ 150 حكما بالإعدام أسبوعيا في دمشق وحدها في ذلك الحين.
كتب طلاس مؤلفات عدة بينها "فطير صهيون" في العام 1983، والذي اتُهم جراءه في الدول الغربية بمعاداة السامية. كما كتب مذكراته في العام 1990 بعنوان "مرآة حياتي".
كان طلاس من أشد المعجبين بالممثلة الإيطالية جينا لولو بريجيدا، حتى أنه طلب في العام 1983 من المجموعات المسلحة اللبنانية عدم التعرض للقوات الإيطالية المتواجدة في البلاد التي كانت تشهد حربا أهلية.
وقال في إحدى المقابلات إن السبب خلف ذلك هو "كي لا تذرف دمعة من عيني جينا لولو بريجيدا".