مع سيطرة قوات
سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تشكل
الوحدات الكردية عمودها الفقري، على أجزاء من مدينة
الرقة في الأيام الأولى للإعلان بدء المعركة، تثور تساؤلات وتكهنات عن الطرق والوسائل التي يعتمدها
تنظيم الدولة في معركة الرقة المعقل الأهم للتنظيم في سوريا.
ويقول الضابط في الجيش السوري الحر، الرائد مؤيد الحموي، إن هناك أساليب عسكرية سيتبعها تنظيم الدولة في المعركة، "علما أن التنظيم يدرك أن خسارته للمدينة قادمة لا محالة"، على حد قوله.
وحول التكتيك العسكري الذي سيتبعه التنظيم في الرقة، فقد أوضح الحموي، أنه سيعتمد على حرب الشوارع، "لكنه لن يصمد فيها كثيرا خلافا للموصل، كما سيعتمد على القنص، والمفخخات التي ستوقع خسائر في قوات قسد، كما حدث مع الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي في الموصل"، وفق الحموي
وأشار إلى أن "من الأساليب الأخرى؛ ستكون طريقة الكر والفر التي بات يعتمدها التنظيم الآن في كل معاركه، كما سيفتح التنظيم معارك خاطفة على جبهات قسد في كل مناطقها العسكرية، وسيقوم بهجمات على الخطوط الخلفية للمهاجمين، وعلى أجنحتهم الهجومية، مشتتا بذلك مقدمة القوات وقلبها لعرقلة عملية الهجوم"، وفق تقيره.
وأوضح الحموي أن محاولات وتكتيكات التنظيم تجاه قوات سوريا الديمقراطية تكمن في أمرين، الأول إبطاء سرعتها، معولا في ذلك على عامل الوقت، والأمر الثاني إلحاق خسائر بشرية في صفوفها.
ويذهب الرائد الحموي إلى أن الوقت سيكون العنصر الأهم في سير المعارك، حيث يريد تنظيم الدولة أن يطول الوقت في معركته، "على عكس القوات المهاجمة التي سيكون عامل الوقت في غير مصلحتها"، مشيرا إلى أن تنظيم الدولة يريد أن يتحكم بالزمن العسكري لهذه المعركة، "فهو عندما يربح يوما من عمر هذه المعركة، يكون قد حقق نجاحا، ولكن سير المعركة في أيامها الأولى سيلعب دورا في خطها البياني"، على حد قوله.
وفي هذا الصدد، يرى الباحث في شؤون الجماعات الجهادية، خليل المقداد، أن معركة الرقة تفوق من حيث الأهمية معركة الموصل، باعتبار أنها "البقية الباقية والعاصمة المعلنة للتنظيم، لكن من السابق لأوانه التكهن بالاستراتيجية التي سيتبعها التنظيم، خاصة في ظل ما يشاع عن قنوات اتصال فتحتها القوات الأمريكية مع التنظيم بهدف دفعه للخروج"، كما قال.
وأضاف لـ"
عربي21"، أنه من الصعب التكهن بنتيجة المعركة وزمنها، "ولا يمكن مقارنتها لا بالموصل ولا بالطبقة، فالموصل مدينة كبيرة وطبيعة مقاتليها تختلف عن مقاتلي الرقة، كما أن الطبقة صغيرة نسبيا، ولم يتم تحصينها بالشكل المطلوب نظرا لحجمها".
وتابع: "في العموم، فإن التضاريس الجغرافية والتحصينات إضافة لنوع المقاتل والسلاح هو ما سيحكم على المعركة، لكن يبقى هناك عامل مهم، وهو احتمال أن يقوم التنظيم بتجنيب المدينة القتال والتدمير وهذا احتمال وارد أيضا"، وفق تقديره.
وتحدث عن وجود أكثر من 3000 جندي فرنسي "باعتراف وزيرة الدفاع والجيوش الفرنسية قبل أيام، إضافة لوجود حوالي ألفي جندي أمريكي، إذ لا يمكن الحديث عن قوات كردية وعربية فقط فهناك قوات متعددة الجنسيات ربما يكون من بينها قوات عربية".
وعن الدور التركي في هذه المعركة، يقول المقداد: "تركيا تستطيع فعل الكثير إن توفرت الإرادة لذلك، لكن هذا الأمر يعتمد اعتمادا كليا على طبيعة التفاهمات الدولية والإقليمية التي عقدتها، ولا أظن أنها في وارد إعاقة عمليات الهجوم على الرقة، لكنها ربما تكون قد حصلت على تطمينات ومزايا فيما يخص حدودها الجنوبية والعمليات ضد حزب العمال، ليس أكثر، وهذا ما حدث كما أعلن عنه الأتراك".
بدوره، يقول القيادي المقرب من تنظيم الدولة أبو همام الشامي، لـ"
عربي21"، إن هذه المعركة لن تكون الأخيرة ضد التنظيم، الذي لا يزال يملك بعض الأوراق من الناحية العسكرية، منها أنه لا يزال يهاجم قوات قسد في كل المناطق التي طُرد منها، كالحسكة ومناطق أرياف الرقة، وحتى في ريف منبج، مشددا على أنه حتى إن تمت السيطرة على الرقة، فهذا لن ينهي التنظيم.
وأكد أن التنظيم سيعتمد أسلوب معركة الموصل من خلال مفاجأة المهاجمين "الذين لم يكونوا يتوقعون حجم الخسائر التي سيلحقها التنظيم بهم، ولم يتوقعوا أن تطول هذه المعركة"، متوقعا أيضا أن يعمد
التحالف الدولي لتكثيف ضرباته أكثر مما فعل بالموصل؛ لأن عدد السكان في الرقة أقل من مما هو عليه في الموصل.
وقال إن التنظيم كان يُعد لمعركة الرقة منذ أكثر من عام، "بل أعد لها أكثر مما أعد للموصل وهذا التجهيز سينتج شيئا".