قال الباحث الأمريكي المعروف والمختص بشؤون دول الخليج، سايمون هندرسون، إن "المراسيم الملكية
السعودية التي صدرت في 17 حزيران/ يونيو زادت من تهميش ولي العهد السعودي الأمير
محمد بن نايف، وتؤكد الصعود السياسي لنجل الملك سلمان ولي ولي العهد الأمير
محمد بن سلمان".
وقال إنه "على الرغم من أن المراسيم تبدو متحفّظة، إلّا أنّ أكثرها أهمية يعيد هيكلة نظام الملاحقات القضائية في المملكة".
وقال إنه "في الترتيب الجديد، يفقد ولي العهد ووزير الداخلية، محمد بن نايف، سلطات الإشراف على التحقيقات الجنائية. وهكذا أُعيدت تسمية "مكتب التحقيق والادعاء العام" إلى "النيابة العامة"، وأصبح المدعي العام المعين حديثا مسؤولا أمام الملك مباشرة".
وأصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، صباح السبت، أمرا ملكيا بتحويل "هيئة التحقيق والادعاء العام" التابعة لوزير الداخلية إلى "نيابة عامة"، ووضعها تحت إشراف سلطات الملك، وإزاحة مدير الأمن العام، وإحالته للتقاعد.
وأشار هندرسون إلى تعليق محام سعودي للصحيفة السعودية "سعودي غازيت"، التي تصدر باللغة الانجليزية، بقوله "إن الأمر الأكثر أهمية من تغيير الاسم هو أن النيابة العامة تقع تحت [سلطة] الملك، وليست [منضوية] تحت وزارة الداخلية". وقال المحامي: "هذا يعني أنها مستقلة".
وذكر أن مراسيم أخرى سابقة غيرت الموظفين الرئيسيين الذين كانوا مسؤولين أمام محمد بن نايف وحليفه الرئيسي في العائلة المالكة، الأمير متعب بن عبد الله، الوزير المسؤول عن" الحرس الوطني السعودي" وابن الملك السابق.
وقال إنه "وفي الواقع، تُحوّل المراسيم المزيد من السيطرة إلى ولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، الابن المفضل للعاهل السعودي، الذي هو أيضا وزير للدفاع، ويسيطر بشكل فعّال على سياسة الحرب في اليمن والمواجهة مع قطر".
وتابع: "كما يشرف الأمير ابن سلمان على قطاع النفط، ويقود «الرؤية 2030»، التي هي خطة المملكة لإصلاح اقتصادها. ومنذ انتخاب الرئيس دونالد
ترامب، سعى بن سلمان إلى إدارة العلاقات الثنائية.
ووفقا لمسؤولين أجانب ودبلوماسيين كانوا قد اجتمعوا مع الملك، الذي سيبلغ من العمر 81 عاما هذا العام -على الرغم من أنه يظهر بشكل منتظم في العلن ويجتمع مع الوجهاء السعوديين والقادة الأجانب- قولهم إنه يميل إلى تكرار الحكايات، ويتم مؤخرا إبعاده تدريجيا عن اتخاذ القرارات الفعلية".
وبين أن "هناك نقاشا يدور في جميع أنحاء المجتمع السعودي حول ما إذا قد يستبدل الملك سلمان بالأمير محمد بن نايف الأمير محمد بن سلمان، ومتى سيتم ذلك. وتمتد التكهنات لتشمل أي من [المسؤولين] في واشنطن يؤيد أي من المرشحَيْن".
وختم بقوله إنه "وربما يعتبر البيت الأبيض تحت إدارة ترامب أن الأمير محمد بن سلمان هو الزعيم القادم على الأرجح للمملكة العربية السعودية، وربما الأكثر تفضيلا؛ نظرا لدوره في الخطة الاقتصادية «الرؤية 2030»، واهتمامه المعلن بتحديث المجتمع السعودي".
وكشف أن "من شأن هذا التحّول أن يغيّر التقاليد السابقة للخلافة السعودية، ومن المرجح أن يعزّز جهود السياسة الخارجية السعودية حول اليمن وقطر. إلّا أنّ توقيت مثل هذا التحوّل وطبيعته لا يمكن إلّا تخمينه، كما أن الدعم السعودي الأوسع للعلاقات مع الولايات المتحدة قد يتم تقويضه بمظاهر التدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية".