شنت
وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريغف، صاحبة المواقف المتطرفة، حملة على الشاعر
الفلسطيني الراحل
محمود درويش للحيلولة دون قيام ميرا عوض، مغنية فلسطينية من الداخل، بتقديم قصيدة مغناة له خلال احتفالية تقيمها جمعية المنتجين والمؤلفين والناشرين الإسرائيلية "أكوم".
وقالت صحيفة القدس العربي، إن ريغف المتهمة من قبل أوساط إسرائيلية بالسطحية والضحالة، والتي يفترض أن تشارك في الاحتفالية اليوم من المتوقع أن تغادر القاعة عندما تبدأ عوض بأداء أغنيتها، كما فعلت في مرات مماثلة قبل شهور في احتفالية توزيع "جوائز أوفير" حينما غادرت الوزيرة احتجاجا على أداء مغني الراب الفلسطيني تامر نفار واحدة من
قصائد درويش، ثم عادت بعدما أنهى تامر أغنيته وحاولت توضيح موقفها، لكن قسما من الجمهور قاطعها بالصوت والصفير فيما غادر كثيرون الاحتفالية.
ومن جملة ما قالته في محاولة لإقناع الجمهور برؤيتها في تلك الحادثة أنها تبدي قسطا وافرا من التسامح للآخر لكنها لا تحتمل درويش الذي يقول: «إذا ما جعت آكل لحم مغتصبي» وهذا ينبغي أن ترفضوه.
اقرأ أيضا: القدس على فستان وزيرة إسرائيلية بمهرجان سينمائي (شاهد)
ومن المفترض أن تتلقى عوض جائزة من جمعية «أكوم» لمساهمتها في إنتاج الموسيقي العربية ودمجها في الثقافة الإسرائيلية.
وفور اطلاعها على أن عوض ستقدم واحدة من قصائد درويش بعثت برسالة لجمعية «أكوم» عبرت فيها عن تحفظها من «الاستفزاز ومحاولة فرض نصوص لشاعر فلسطيني عنوة في احتفالية تشارك فيها وزيرة لتبجيل الثقافة الإسرائيلية».
وقال مقربون من ريغف إن ما ذكر هو أمر غير محترم أن يحاولوا فرض نصوص محمود درويش من الباب الخلفي، معتبرين أنها غير مستعدة بمجرد مشاركتها وحضورها منح الشرعية لاختيار ميرا عوض قصيدة لمحمود درويش.
في المقابل توضح مصادر مقربة من جمعية «أكوم» أنها أوضحت للوزيرة أن ميرا عوض اختارت قصيدة تصالحية لدرويش، وذلك في إشارة لقصيدة «فكر بغيرك». لكن ريغف ردت على ذلك بالقول إنها تعارض الشاعر ذاته لا نتاجه. ونقل عنها قولها في أحاديث داخل وزارتها أنه «من غير المعقول منح منصة في احتفالية رسمية لشاعر الأعداء».
وتابعت الوزيرة المغربية الأصل وباللغة العربية وفق المصادر المذكورة: «غناء عربي أهلا وسهلا أما درويش فلا».
اقرأ أيضا: اليمين الإسرائيلي يقود حملة ضد مغني الراب الفلسطيني نفار
يشار الى أن ريغف سبق لها أن شنت حملات على درويش وقالت إنه ليس إسرائيليا، وذلك في إشارة لكونه من فلسطينيي الداخل في الأصل، ونصوصه ليست إسرائيلية وجوهرها معارضة ومناهضة للقيم المركزية الإسرائيلية. داعية لمكافحة «مضامين التحريض الفلسطينية الواردة في كتب التعليم ووسائل الإعلام وعدم منحها منصة إضافية بتمويل جماهيري».
وسبق أن أيد رئيس حكومة الاحتلال مواقف ريغف التي تعتبر ظلا سياسيا له، وقال إنه كان سيتصرف مثلها. وتابع: «محمود درويش الذي يعتبر قيام إسرائيل نكبة من غير المعقول استحضار أشعاره في طقوس إسرائيلية» .كذلك تبعه وزير الأمن في حكومة الاحتلال أفيغدور ليبرمان الذي قال إنه لا فرق بين بث برنامج حول درويش في إذاعة الجيش وبين كيل المديح على أثير الإذاعة لكتاب «كفاحي» أو موروث المفتي الحسيني.
وقالت إذاعة الجيش أمس إن الوزيرة ستشارك اليوم في الاحتفالية وتغادرها فور تقديم كلمتها كي لا تكون حاضرة عندما تنشد ميرا عوض قصيدة محمود درويش، الذي ولد في البروة قضاء عكا قبل نكبة فلسطين وتوفي عام 2009 في غربته.