ذكر خبير بالشأن التركي أن دولة
قطر سلمت وثائق استخباراتية للسلطات التركية، تؤكد دعم دول خليجية لحزب اتحاد العمال الكردستاني "PKK"، المصنف على لوائح الإرهاب التركية، وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي "PYD"، الذي يعدّ بمثابة الفرع السوري للأول.
ونسب ناصر تركماني لمصادر تركية خاصة أنه من "من الواضح أن دولا خليجية تتجه لزيادة دعمها لأكراد سوريا، على خلفية موقف
تركيا الداعم للجانب القطري في الأزمة
الخليجية الأخيرة"، وفق قوله لـ"عربي21".
واستشهد تركماني على ذلك بـ"استضافة وسائل إعلام خليجية لقيادات كردية، كان آخرها لقاء جريدة الرياض
السعودية بمسؤولة كردية في الإدارة الذاتية، وتقديمها بصفة "رئيسة سورية الديمقراطية"، وذلك يوم الخميس الماضي".
وكانت الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية، إلهام أحمد، اتهمت قطر بأنها المسؤولة عن "شق صف المعارضة السورية، الأمر الذي فتح الباب أمام انتشار التطرف والإرهاب في كامل سوريا"، على حد قولها.
واعتبر تركماني أن بعض الأطراف الخليجية تحاول توصيل رسائل لتركيا، مفادها "أننا سندعم
الأكراد ردا على وقوفكم إلى جانب قطر".
وأشار إلى وجود مساع حالية خليجية وأمريكية لوقف تعاون بعض فصائل المعارضة مع الجانب التركي في إدلب، وفي ريفي حلب الشمالي والشرقي، أو ما يسمى منطقة "درع الفرات".
وربط تركماني بين ذلك وبين عودة قادة في المعارضة في منطقة درع الفرات إلى النظام السوري أو إلى الوحدات الكردية، وقال بهذا الصدد: "هذه التحركات ليست عبثية، وعلمتنا المجريات السورية خلال الثورة أن هناك جهة واحدة متحكمة بالأحداث في كل المناطق السورية باختلاف الطرف المسيطر"، وفق تقديره.
وأضاف: "من الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تشن حربا في منطقة الشرق الأوسط دون دعم محلي، ولن تجد أفضل من بعض الدول الخليجية لتمويل حربها في سوريا، التي تشنها بالأداة الكردية".
ويبدو تركماني واثقا من أن دولا خليجية ستزيد من دعمها للأكراد في سوريا، في ظل التطورات العسكرية الاستراتيجية، والتي على رأسها معركة الرقة، مبينا أن "هناك حلا جغرافيا تحاول الولايات المتحدة الأمريكية تطبيقه، وهذا الحل لن يكون دون دمار هائل وأرقام ضخمة من اللاجئين، وكل هذا بحاجة إلى أموال، والولايات المتحدة غير مستعدة لدفع هذه الفاتورة الكبيرة"، على حد قوله.
وخلص إلى أن "المطلوب أمريكيا اليوم هو زيادة الدعم للحليف الكردي في المنطقة، وأيضا لبعض العشائر العربية المحسوبة على بلدان خليجية"، كما قال.