نشرت صحيفة "يني شفق" التركية تقريرا، تحدثت فيه عن "كلمة السر" التي يرجع إليها سبب مقاطعة ثلاث دول خليجية لقطر.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه في حال لم تعلن كل من
السعودية والإمارات والبحرين ومصر مقاطعة
قطر، لكنا الآن نتداول قضية تسريبات البريد الإلكتروني الخاصة بالسفير
الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة.
وذكرت الصحيفة أن الوثائق المسربة احتوت على معلومات تفيد بوقوف الإمارات خلف محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في تركيا في تموز/ يوليو الماضي، فضلا عن معلومات أخرى حساسة تتعلق بالعالم العربي والسياسة العربية. ولكن، جاءت الأزمة الخليجية لتصرف نظر الرأي العام عن تلك القضية وتحول اهتمامه نحو الوضع في الخليج.
وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من أن العلاقة مع
إيران كانت السبب الرئيسي المعلن لـ"الحصار" على قطر، إلا أن السبب الحقيقي يكمن في اتهام قطر بدعم جماعة
الإخوان المسلمين وحركة حماس، ودللت على ذلك بأن هناك دولا خليجية أخرى تعيش علاقتها مع إيران "عصرا ذهبيا"، بينها عُمان.
كما تربط الإمارات العربية المتحدة علاقات اقتصادية قوية وتبادل تجاري متنام مع إيران. فضلا عن ذلك، تستخدم المؤسسات الإيرانية الإمارات مركزا لتحويل أموالها؛ نظرا للانتعاش الاقتصادي الذي تعيشه هذه الدولة، كما تقول الصحيفة.
وبينت الصحيفة حجم السعادة التي عبر عنها المسؤولون الإسرائيليون على خلفية فرض الحصار على قطر؛ حيث أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان عن أمله في تتويج تلك الأزمة العربية باتحاد وتحالف مع إسرائيل. قال ليبرمان: "أظن أن العرب أدركوا أن الخطر يتأتى من الإرهاب عوض الصهيونية".
بالإضافة إلى ذلك، نشر الكاتب سيث فرانزمان تقريرا في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أكد فيه على أن الأزمة الخليجية فتحت الباب أمام إسرائيل لمواجهة العديد من القضايا في منطقة الشرق الأوسط.
وأفادت الصحيفة التركية بأن مدير معهد أبحاث الشرق الأوسط في جدة، عبد الحكيم حميد، عمد إلى تشويه صورة قطر أمام الرأي العام الإسرائيلي خلال مداخلة له على القناة الإسرائيلية الثانية. وفي هذا الصدد، قال عبد الحكيم حميد، الذي يعدّ أول سعودي يقدم تصريحا لقناة إسرائيلية من داخل السعودية؛ إن "نشر قطر للإرهاب تحت مسمى الجهاد والمقاومة مهد لدخول المنطقة في حقبة جديدة".
ونوهت الصحيفة إلى أن تاريخ فرض الحصار على قطر يصادف الذكرى الخمسين لحرب الأيام الستة التي تعود لسنة 1967، وهو يوم 5 حزيران/ يونيو، التي تلقت فيه الجيوش العربية هزيمة قاسية أمام إسرائيل عام 1967.
وذكرت الصحيفة أن الدول العربية التي هزمت في جميع الحروب التي خاضتها مع إسرائيل منشغلة في الاقتتال الداخلي وتضييق الخناق على بعضها البعض. كما أن قادة الدول العربية يريدون استخدام القضية الإيرانية لتحقيق مصالحهم الخاصة وخداع شعوبهم مجددا، كما فعلوا من قبل عن طريق استخدام قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على مدى سنوات طويلة، على حد قول الصحيفة.
ورأت الصحيفة أن "الديمقراطية التي تدعو لها جماعة الإخوان المسلمون تخيف دكتاتوريي الدول العربية، وهو ما أدى إلى سعيهم المتواصل لإسقاط هذه الحركة".
وأضافت الصحيفة: "ما يثير السخرية في هذه القضية هو التضخيم الإعلامي الكبير الموجه نحو قضية الإخوان المسلمين، لدرجة أن الرأي العام بدأ يشعر أن الحركة تستطيع توظيف الأنظمة السياسية كيفما تشاء".
وقالت الصحيفة إن "العقلية" العربية فتحت المجال أمام ظهور مجموعات جديدة خارجة عن السيطرة، وذلك عن طريق محاولة دحر وإسقاط حركة الإخوان المسلمين، عوضا عن إيجاد أرضية مشتركة للحوار.
وبالتالي، كما تقول الصحيفة، أضاع الرأي العام العربي فرصة ثمينة للاستفادة من هذه الحركة في حل المشاكل التي تواجه المنطقة العربية. فضلا عن ذلك، سيضيع العالم العربي فرصة ذهبية أخرى تتمثل في احتضان قطر وإبعادها عن إيران في حال استمرت حملات التشويه الممنهجة ضدها، التي لا تستند على أي معلومات حقيقية، وفق قولها.