نشر موقع "ميديابار" الفرنسي تقريرا؛ تحدث فيه عن السباق الأمريكي
الإيراني باتجاه
الحدود السورية
العراقية.
فعلى الرغم من أن واشنطن وطهران تقولان إنهما يحاربان عدوا مشتركا، إلا أن الولايات المتحدة لا تريد أن تعزز المليشيات الشيعية الموالية لإيران من نفوذها وقوتها على الحدود العراقية السورية.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"؛ إن مشروع تطوير الطريق البري بين بغداد وعمان، الذي تدعمه الولايات المتحدة، يمثل حاليا نقطة خلاف بين واشنطن وطهران. وقد بدأت أول مواجهة مباشرة بين الطرفين عندما قصفت القوات الأمريكية، في 18 أيار/ مايو، موكبا عسكريا لمليشيات موالية للأسد، قرب معبر التنف.
وذكر الموقع أن معبر التنف الحدودي يحظى بأهمية كبيرة لدى كل من دمشق وبغداد وطهران وواشنطن وموسكو، نظرا لأنه يقع على الطريق الرئيسي الذي يربط دمشق ببغداد، فضلا عن أنه يعد قريبا من الحدود الأردنية.
وسيطر تنظيم الدولة على معبر التنف في أيار/ مايو 2015، مما أتاح له فرصة السيطرة على كامل الحدود السورية العراقية. لكن، استعادت مجموعات سورية سيطرتها على هذا المعبر، في آب/ أغسطس الماضي، بدعم من القوات الخاصة الأمريكية.
وأشار الموقع إلى أن معبر التنف كان السبب الذي دفع وزارة الدفاع الأمريكية إلى توجيه ضربة إلى المليشيات الموالية للأسد، في محاولة منها لدعم "جيش مغاوير الثورة"، الذي تدعمه الولايات المتحدة في
سوريا. وقد كشفت هذه الضربة عن أبعاد الاستراتيجية الأمريكية تجاه تجاه الدور الإيراني.
وبالنسبة لواشنطن، فإنه يجب عليها منع النظام الإيراني، بأي ثمن، من بناء طريق بري استراتيجي يربط إيران بسوريا عبر العراق، وصولا للبحر المتوسط.
وذكر الموقع أن واشنطن تعارض تقدم المليشيات الشيعية الموالية لإيران باتجاه المنطقة، كما ترفض تواجد هذه المليشيات في المثلث الحدودي بين العراق والأردن وسوريا.
وأشار الموقع إلى أنه وفقا للتقديرات الصادرة مؤخرا عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، يوجد في العراق بين 60 ألفا و100 ألف مقاتل من المليشيات الشيعية، التي انخرط منها قرابة 30 ألف في الجيش العراقي.
وأضاف الموقع أن هذه المليشيات تتبع مستشار الأمن الوطني، فالح الفياض، الذي يشغل أيضا منصب رئيس هيئة الحشد الشعبي. ويعتقد الفياض أن العراق يجب أن يكون له علاقات أوثق مع إيران. لذلك، يعدّ هذا الشخص مسؤولا جزئيا عن الجرائم والفظائع الجماعية التي ارتكبتها المليشيات الشيعية ضد السنة في كل الفلوجة وتكريت والموصل، كما تقول الصحيفة.
وبين الموقع أنه منذ سيطرة تنظيم الدولة على الموصل في حزيران/ يونيو 2014، واصلت المليشيات الشيعية سعيها لبسط نفوذها على الحدود مع سوريا، خاصة بعد استحواذها على مطار تلعفر والطريق المؤدية إلى سوريا، خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر. وتقول المليشيات الشيعية إنها تعمل على السيطرة على الحدود العراقية السورية للحيلولة دون فرار عناصر تنظيم الدولة عبر هذه الحدود. لكنها تريد على الأرجح تنفيذ طموحات طهران التوسعية في هذه المنطقة.
وأفاد الموقع أن القيادة الأمريكية يساورها القلق حيال المليشيات الشيعية، نظرا لأنها تعمل بتمويل وتنظيم وتوجيهات فيلق القدس، التابع الحرس الثوري الإيراني، والمسؤول عن العمليات المنفذة خارج الحدود الإيرانية. فضلا عن ذلك، يعتبر الزعيم السياسي لكتائب الحشد الشعبي، هادي العامري، من المعادين للولايات المتحدة.
وأشار الموقع إلى أن القائد العسكري للمليشيات الموالية لإيران، أبو مهدي المهندس، يعتبر من أعداء الولايات المتحدة، وانخرط في مواجهة القوات الأمريكية بعد غزة العراق، وكان متورطا في الهجمات التي استهدفت السفارتين الأمريكية والفرنسية في الكويت، في كانون الأول/ ديسمبر 1983.