يحل شهر
رمضان على مدن وبلدات ريف
حلب الشمالي، القريبة من خطوط التماس مع قوات
سوريا الديمقراطية في ظل تجدد القصف المتقطع، واندلاع اشتباكات داخلية بين الفصائل، إلى جانب ارتفاع أسعار حاجيات هذا الشهر، ما يعكر فرحة استقباله من قبل الأهالي.
وتشهد أسعار اللحوم، بشقيها الحمراء والبيضاء المستوردة، ارتفاعا كبيرا، وذلك على الرغم من إحجام الأهالي عن شرائها بكميات كبيرة، وسط ارتفاع مشابه في أسعار الخضروات والفواكه والتمور.
وخلافاً للمتوقع، لم تشهد الأسواق في الأيام القليلة انتعاشا ملحوظا، وسجلت حركة شبه معدومة في المدن الرئيسية مثل أعزاز وصوران ومارع.
ويقول علي العبود، من اعزاز: "يعتمد غالبية الأهالي، وخصوصا من الأسر الفقيرة والمتوسطة ،على الوجبات الخيرية اليومية التي تقدمها المنظمات الإغاثية العاملة في هذه المدن والبلدات، كمصدر رئيسي للطعام في شهر رمضان".
ويضيف لـ"عربي21": "لم تعد عادات الشهر كما كانت عليه في السابق، والموائد الرمضانية التي كانت مشبعة بالدهون صارت شيئا من الماضي"، كما يقول.
ويتابع العبود: "على سبيل المثال يصل سعر الكيلو الواحد من اللحوم الحمراء إلى أكثر من 3500 ليرة سورية، بينما يصل سعر كيلو التمر الإيراني المنشأ إلى ألف ليرة سورية، والأهالي بدون فرص عمل".
وتنتشر في المنطقة العديد من المنظمات الخيرية، تؤمن وجبات غذائية مجانية طوال شهر رمضان، الأمر الذي يساعد العائلات الفقيرة على تدبر أمرها.
من جانب آخر، تواصل الوحدات الكردية قصفها للبلدات القريبة من مناطق سيطرتها، في اعزاز ومارع وجبرين، الأمر الذي أدى إلى مقتل شاب مدني في مدينة مارع، يوم السبت، في أول أيام رمضان، إثر إصابته المباشرة بقذيفة هاون، أطلقتها الوحدات على المدينة وقت أذان المغرب.
بدوره، قال محمد الحسن، وهو أحد جيران الشاب الذي قتل في مدينة مارع، إن "الوحدات الكردية تتعمد قصف البلدات القريبة من خطوط التماس بالتزامن مع وقت الإفطار، حتى تفسد على الأهالي فرحة الشهر الفضيل"، وفق قوله.
وتابع في حديث لـ"عربي21": "خلال الثورة، كانت طائرات النظام تحرص أيضا على استهداف المدن والبلدات الخارجة عن سيطرة النظام مع وقت الإفطار، وذلك بهدف ترهيب الأهالي، بأكبر درجة ممكنة".
من جانبه، تساءل طه البكور، وهو من مدينة مارع، عن الدوافع الحقيقية للوحدات من وراء تعمدها قصف المدنيين وقت الإفطار في شهر رمضان.
وتأتي هذه الموجات المتقطعة من القصف، بعد فشل كل الجولات السابقة من المفاوضات، الساعية للتوصل إلى تسوية في ريف حلب الشمالي بين الفصائل العسكرية والوحدات الكردية، برعاية أمريكية، بهدف انسحاب الوحدات من مدينة تل رفعت والبلدات المحيطة بها.
كما تعاني مدن وبلدات ريف حلب الشمالي أيضا؛ من اشتباكات وصراعات داخلية فيما بين الفصائل، على نحو متجدد ومتقطع، في مناطق بالقرب الشريط الحدودي التركي، وأخرى في عمق المنطقة.