نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا، تقول فيه إن استطلاعا أجرته صحيفة "التايمز" ومؤسسة "يوغوف"، كشف عن تقليص فارق تقدم قيادة حزب المحافظين في
استطلاعات الرأي عن حزب
العمال إلى خمس نقاط.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الاستطلاع جاء بعد أحداث مانشستر الأخيرة، التي قتل فيها 22 شخصا في قاعة "مانشستر أرينا"، حيث أظهر الاستطلاع أن المحافظين يتقدمون بنسبة 43% على العمال، الذين نالوا دعما بنسبة 38%.
وتفيد الصحيفة بأن الاستطلاع الأخير استند إلى مقابلات أجريت يومي الأربعاء والخميس، وكان في الفترة التي أعلنت فيها رئيسة الوزراء تيريزا
ماي عن رفع مستوى التهديد الإرهابي، ونشر ألف جندي مسلح في شوارع
بريطانيا.
ويجد التقرير أن تراجع حزب المحافظين في الاستطلاع الأخير يعكس نتائج استطلاعين آخرين، أظهرا انخفاضا في شعبية الحزب، بعدما أعلن في بيانه الانتخابي عن السياسة الضريبية المتعلقة بالخرف، التي لم تنل دعما شعبيا من الرأي العام، مشيرا إلى أن تعهد حزب العمال بإلغاء الرسوم الجامعية نال شعبية، عندما أصدر البيان الانتخابي له.
وتقول الصحيفة إن تضييق الفجوة بين الحزبين كان متوقعا مع اقتراب موعد
الانتخابات، بالإضافة إلى الاهتمام الذي حظيت يه سياسات العمال، مستدركة بأن المشكلة في شعبية حزب المحافظين، خاصة في استطلاعات "يوغوف"، هي تراجعه من القيادة بـ22 نقطة إلى 9 نقاط الأسبوع الماضي، واليوم بـ5 نقاط، ما يعكس تشكك الناخبين من سياساته.
وينوه التقرير إلى أن هجوم مانشستر حسّن، ولو بشكل قليل، من موقف ماي، وأثر في شعبية زعيم حزب العمال جيرمي
كوربين، حيث شوهدت ماي وهي تلقي خطابا بعد الحادث، وعقدت اجتماعا للمجلس الأمني "كوبرا"، وحظيت في استطلاع "يوغوف" بنسبة 45% مقابل 28% لزعيم حزب العمال.
وتذهب الصحيفة إلى أن نتائج الاستطلاع تكشف عن ثقة عالية من الرأي العام بماي أكثر من كوربين، 55% مقابل 33%، وذلك في القرارات المتعلقة بحماية أمن بريطانيا، مستدركة بأنه رغم أثر هجوم مانشستر، وتعليق الحملات الانتخابية، إلا أن المشاركين تحدثوا عن البريكسيت والصحة والهجرة بصفتها مواضيع مهمة تواجه البلد أكثر من الدفاع والأمن.
وبحسب التقرير، فإنه لوحظ تراجع في موقف المحافظين بين ناخبي الطبقة المتوسطة، حيث تراجع بثلاث نقاط، فيما بقيت شعبيته عالية بين الطبقة العاملة، وتقدم بثماني نقاط على العمال.
وتورد الصحيفة نقلا عن أنتوني ويلز، من "يوغوف"، قوله إن ماي والمحافظين تأثروا من تداعيات البيان الانتخابي، مشيرا إلى أنه من الصعب تحديد أثر الهجمات في الحملة الانتخابية، وأضاف: "كانت أياما غير عادية في الحملة الانتخابية، ولم ير مثلها في التاريخ"، وتابع ويلز قائلا: "لا توجد طريقة للتكهن بما سيحدث في الأسبوعين الباقيين قبل يوم الاقتراع، لكننا سنكون أكثر ثقة بالتكهن حول نية التصويت في الأيام المقبلة".
ويعلق التقرير قائلا إن ويلز محق في حذره، ففي الأسابيع التي سبقت انتخابات عام 2015، منحت "يوغوف" زعيم العمال إد ميليباند تقدما بنسبة 35% على ديفيد كاميرون 34%، ومع ذلك خسر حزب العمال الانتخابات.
وتبين الصحيفة أنه كانت هناك سوابق لذلك، فبعد مقتل النائبة العمالية جو كوكس، فإنه قيل إن هذا الحادث سيعزز من حظوظ المطالبين بالبقاء في الاتحاد الأوروبي، وهو ما لم يحصل.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أنه في السياق ذاته، فإنه قيل إن مقتل الجندي الفرنسي في ساحة الإليزيه قبل الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية سيعزز من موقف زعيمة الجبهة القومية مارين لوبان، لكنها لم تكسب من ورائه.