قال المدير العام رئيس مجلس إدارة
صندوق النقد العربي، عبد الرحمن بن عبد الله الحميدي، إن تراجع أسعار النفط دفع
دول الخليج، للتحول من فائض في الموازنات العامة إلى
عجز بنهاية العام الماضي، للمرة الأولى منذ سنوات.
وأضاف الحميدي، في ورقة عمل قدمها على هامش ندوة في سلطنة عمان، أن الفائض المُسجل في الموازنة العامة لدول المجلس بلغت نسبته 6.3 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي في 2014، إلى عجز قاربت نسبته 11 بالمائة في 2016.
ويضم مجلس التعاون لدول الخليج العربي، التي تعتمد بشكل كبير على عائدات النفط في تمويل إيرادات موازناتها، كلا من السعودية، والإمارات، والكويت، والبحرين، وقطر، وسلطنة عمان.
وتبنت دول المجلس، عدة تدابير لضبط أوضاع المالية العامة، التي انخفضت على إثرها مستويات الإنفاق العام المحفز الرئيسي للنشاط الاقتصادي، لاسيما مع اعتماد هذه الاقتصادات على صادرات وإيرادات النفط التي تسهم بجانب هام من مجمل الصادرات والإيرادات العامة.
واستقرت أسعار النفط منذ مطلع العام الجاري، بعدما بدأ الأعضاء في منظمة "أوبك" ومنتجين مستقلين، خفض الإنتاج بنحو 1.2 مليون برميل و558 ألف برميل يوميا، على التوالي، لمدة 6 أشهر في محاولة لإعادة الاستقرار لأسواق النفط العالمية.
وتطرق مدير عام صندوق النقد العربي، إلى اتجاه المصارف المركزية ووزارات المالية في دول مجلس التعاون، في اتخاذ إجراءات استباقية لضمان تخفيف آثار تلك التطورات على أوضاع الاقتصاد الكلي.
وأوضح أن الإجراءات تمثلت، في تبني سياسات وإجراءات لدعم أوضاع السيولة المحلية، والتحول باتجاه مزيج متنوع ومبتكر من سياسات التمويل.
وأشار إلى أن عددا من المصارف المركزية بدول مجلس التعاون لجأ إلى تدابير عدة لدعم أوضاع السيولة المحلية، شملت ضخ ودائع حكومية في القطاع المصرفي، ورفع سقف نسبة الإقراض إلى الودائع، والتوسع في تسهيلات إعادة الشراء المخصصة لدعم السيولة بآجال مختلفة، وخفض نسبة الاحتياطي الإلزامي.
وتمضي دول
مجلس التعاون الخليجي الست الغنية بالنفط، قدماً، نحو تطبيق إجراءات لتعزيز الإيرادات منها ضريبة للقيمة المضافة بنسبة 5 بالمائة والضريبة الانتقائية على السلع التي تسبب أضرارا على الصحة كالتبغ ومشروبات الطاقة.