كشفت صحيفة
روسية تفاصيل جديدة متعلقة بتطورات الأوضاع الميدانية في
سوريا على الحدود مع العراق والأردن، وحقيقة مواقف الأطراف المنخرطة سياسيا وعسكريا في الأزمة في السورية.
ونشرت صحيفة "إيزفيستيا" تقريرا لـ"نيقولاي سوركوف"، تحدث فيه عن الوجود العسكري الأمريكي في جنوب شرق سوريا، حيث "تعزز الولايات المتحدة وحلفاؤها مجموعة قواتها الخاصة هنا، في ظل محاولة قوات النظام السوري "استرجاع هذه المنطقة الاستراتيجية".
وتضيف الصحيفة أنه بينما تدور المعارك بين قوات الأسد و"فصائل المعارضة المعتدلة"، تحاول البلدان الغربية منع قوات النظام من الاستيلاء على "موقعها الأساسِ فيها"، حيث تواصل قوات الأسد وحلفاؤها "التقدم نحو الحدود العراقية، غير مبالية بخطر تعرضها لغارات جوية من قبل طيران التحالف".
اقرأ أيضا: إيران تسابق "الحر" بمعركة السيطرة على طريق دمشق- بغداد
وتنقل الصحفية تعليقا لـ"كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الاستشراق"، قسطنطين تروفيتسيف، يقول فيه إن "الوضع في جنوب شرق سوريا متوتر جدا، ويتفاقم أكثر لعدم وضوح خطط الجانبين".
ويلفت تروفيتسيف إلى أن "أهمية هذه المنطقة تكمن بوجود طريق بغداد، الذي عبره سيكون بالإمكان نقل الآليات والمعدات العسكرية من إيران إلى سوريا".
وتشير الصحفية إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا أرسلتا في الـ20 والـ21 من شهر مايو/ أيار الجاري 150 عسكريا من قواتهما الخاصة "مجهزين بكامل العتاد القتالي، وكلفوا بدعم فصائل المعارضة في هذه المنطقة، ثم التحقت بهم مفرزة من القوات النرويجية الخاصة".
قوات خاصة
وبحسب التقرير، فإن "فصائل المعارضة والقوات الأجنبية الخاصة" تتمركز في منطقة
التنف (20 كلم عن الحدود العراقية)، التي يوجد فيها أحد أضخم معسكرات تدريب مسلحي "جيش سوريا الحر".
ويلفت الكاتب الروسي إلى أن الولايات المتحدة بهذه الخطوة، "بعثت بإشارة إلى دمشق بأنها لن تسمح بتعريض قاعدتها لأي خطر"، لا سيما بعد أن هاجمت طائرات التحالف الدولي يوم 18 من الشهر الجاري قوات النظام التي كانت تهاجم بلدة التنف.
اقرأ أيضا: البنتاغون يبرر قصف قوات متحالفة مع الأسد.. ماذا قال؟
وبسبب ما يقول الكاتب إنه "تقدم سريع لقوات الحكومة السورية وفصائل "حزب الله" اللبناني وتشكيلات "الحشد الشعبي" العراقي"، قررت القيادة الأمريكية والبريطانية تعزيز وجودها في هذه المنطقة على عجل، في حين يسعى النظام وحلفاؤه إلى السيطرة على طريق بغداد– دمشق، وفتح ممر بري لوصول إمدادات الأسلحة والذخيرة من العراق.
"تقدم رغم المخاطر"
غير أن هذا الهدف لقوات النظام لا يبدو سهلا، حيث "تقع هذه المنطقة تحت سيطرة فصائل المعارضة المعتدلة المدعومة من الولايات المتحدة وبريطانيا والأردن، وإن تعزيز وحدات القوات الخاصة يؤكد عزم واشنطن الجدي على الحفاظ على هذا الموقع الاستراتيجي".
ومع ذلك -تضيف الصحيفة- "تستمر قوات الحكومة السورية، رغم المخاطر والتهديدات في تقدمها، وخاصة تشكيلات الحشد الشعبي العراقية، حيث تمكنت من الاستيلاء على عدة قرى ومراكز سكنية صغيرة في محيط تقاطع زازا الاستراتيجي".
وينقل كاتب التقرير عن وسائل إعلام تابعة للنظام السوري قولها إن قوات النظام وحلفاءه "أصبحت على بعد 30 كلم من بلدة التنف، حيث تعتقد القيادة السورية بأن البلدان الغربية سوف تتجنب المواجهة وتقرر نقل قاعدتها من التنف".