نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا، تحدثت فيه عن سقوط صخرة "هيلاري ستيب"، ما يعقد مهمة هواة متسلقي الجبال الذين يطمحون إلى صعود هذه القمة، ويجعلها أكثر خطورة، لا سيما أن هذه الصخرة كانت بمثابة المرساة للمتسلقين.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الوصول إلى قمة أعلى جبل في العالم يتطلب تجاوز صخرة "هيلاري ستيب"، التي تبعد حوالي 88 مترا عن قمة الجبل، وتبلغ درجة انحدارها حوالي 70 درجة، علما بأن متسلقي هذا الجبل غالبا ما كانوا يتشبثون بهذه الصخرة؛ حتى يتمكنوا من الوصول إلى القمة.
والجدير بالذكر أنه تم إطلاق اسم "هيلاري" على هذه الصخرة؛ تيمنا بإدموند هيلاري، الذي يعد أول شخص تمكن من تسلق أعلى قمة في العالم.
وأكدت الصحيفة أن هذه الصخرة انهارت بشكل تام في الوقت الراهن. وفي هذا الصدد، قال متسلق الجبال البريطاني تيم موزيدايل إن "هذه الصخرة تعدّ تاريخية، كما ذاع صيتها بين متسلقي الجبال، وحتى بين الأشخاص الذين لا يهوون صعود الجبال".
وأشارت إلى أن موزيدايل نشر صورة لهذا الجبل بعد
الزلزال الذي ضرب
النيبال في عام 2015، على صفحته في موقع "فيسبوك"، وإثر تواتر الزلازل بالنيبال في فصل الربيع؛ ألغت السلطات معظم الرحلات المبرمجة لهذه المنطقة.
وذكرت الصحيفة أن موزيدايل نجح في تسلق قمة إيفرست في عام 2016، وتمكن من تجاوز منطقة الخطر التي تبعد عن سطح البحر حوالي ثمانية آلاف متر، في ست مناسبات. وفي هذا الصدد، أفاد متسلق الجبال البريطاني أنه كان من غير الممكن التأكد ما إذا كانت الصخرة في مكانها السنة الماضية؛ نظرا لأن الجبل كان مغطى بالثلج بالكامل، مؤكدا أنه بات متيقنا بأن الصخرة انهارت بالكامل إثر الزيارة التي أداها للمنطقة خلال هذه السنة.
ومن المثير للاهتمام أن موزيدايل تمكن في 16 أيار/ مايو الحالي من تسلق الجبل، لكنه حذر من عواقب الوصول إلى القمة. وفي هذا الإطار؛ أفاد موزيدايل بأنه "من السهل الصعود إلى المنحدر بالنسبة لمتسلقي الجبال المبتدئين، ولكن من غير الممكن أن ينجحوا في التسلق للقمة في ظل انهيار
صخرة هيلاري".
وقالت الصحيفة: "هنا، لسائل أن يسأل: هل انهيار هذه الصخرة، التي لطالما مثلت عقبة أمام هواة التسلق لبلوغ قمة الجبل، سيسهل أم سيعقد مهمة الوصول للقمة؟".
وأضافت أن المتسلقين كانوا إلى حد اليوم يعتمدون عند تسلق الجبل أو النزول منه على تثبيت حبل النجاة حول هذه الصخرة التي اختفت بالكامل، مشيرة إلى أن المسلك المؤدي للقمة أصبح ضيقا إلى درجة أنه لن يكون بوسع شخصين التسلق في الوقت نفسه، الأمر الذي سيجبر المتسلقين على الانتظار في درجة حرارة منخفضة للغاية، وفي ظل نقص الأكسجين.
ورأت الصحيفة أن الانتظار في "منطقة الموت" أصبح خطرا للغاية؛ نظرا لتغير الظروف، مقارنة بسنة 1953 عندما تمكن إدموند هيلاري رفقة زميله تنزينج نورجاي من صعود أعلى قمة في العالم. وخلال هذه السنة، منحت السلطات النيبالية بصفة استثنائية 372 ترخيصا لتسلق قمة إيفرست.
وأفادت بأن أكثر من 280 شخصا لقوا حتفهم في السابق أثناء محاولتهم تسلق أعلى قمة في العالم، علما بأنه قد قتل ثلاثة متسلقين خلال الأسبوع الماضي. وفي السياق ذاته، وقع أبشع حادث في هذه المنطقة عام 1996، حين سقط قرابة ثمانية أشخاص في يوم واحد، وردموا تحت الثلج، إثر هبوب عاصفة ثلجية قوية.
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أنه "منذ ذلك الحادث المميت، أصبح المتسلقون يعتمدون على حبلين؛ واحد للصعود، والآخر للنزول. وفي الوقت الراهن، أصبحت المهمة صعبة للغاية؛ نظرا لضيق المسلك المؤدي للقمة".