كشف
أبو مهدي المهندس، نائب رئيس مليشيات
الحشد الشعبي في
العراق، الثلاثاء، تفاصيل المعارك الجارية في الموصل والتقدم نحو حدود
سوريا، إضافة إلى طبيعة ارتباط الحشد بإيران. وفيما علق على التواجد الأمريكي بالعراق، فقد أبدى رأيه بدخول العمل السياسي.
وقال المهندس في حوار مع صحيفة "الأخبار" اللبنانية التابعة لحزب الله، إن "الحشد يعمل تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي طلب من قيادة الحشد التوجّه إلى الحدود بوصفها مشكلة واجب حلّها".
وأضاف أن قيادة الحشد اعتمدت في معركة جنوبي الموصل على تكتيك قطع الأوصال عن مدينة الموصل. فالطريق الذي سلكه مسلحو تنظيم الدولة في إسقاطهم للموصل في حزيران/ يونيو 2014 بات شبه ساقط عسكريا.
إقرأ أيضا: هل بدأ العبادي مرحلة الصدام مع المليشيات الموالية لإيران؟
الدخول لسوريا
وأوضح المهندس قائلا: "إننا نحاصر تلعفر بـ360 درجة، بعد أن وصلنا خطّنا الدفاعي بخطّ قوات البيشمركة في سنجار. كذلك اقتربنا أيضا من استعادة القيروان، لنتوجه تاليا إلى البعاج، فالحدود السورية".
وأشار إلى أن الحشد يسعى لتنظيف المنطقة الغربية لمحافظة نينوى وإغلاقها بالكامل، ومسك الحدود هناك في المرحلة الأولى. لكن المهندس لا يستبعد أيضا مطاردة تنظيم الدولة داخل الأراضي السورية.
وأردف المهندس بالقول: "لا يمكن لبلد يحترم نفسه، أن يقبل بوجود قواعد إرهاب تنطلق إليه ولا يطاردها"، لافتا إلى أن "حقنا الطبيعي والقطعي في أن نواجه الإرهاب في سوريا".
ولفت إلى أن ضرب الإرهاب في معاقله لا يمكن أن يتحقّق إلا بالتنسيق والاتفاق بين حكومتي بغداد ودمشق، فالعراق يرى في سوريا دولة ذات سيادة وحكومة شرعية.
وبشأن توجه الحشد الشعبي لمدن غرب الأنبار التي ما زال تنظيم الدولة يسيطر عليها، قال المهندس "إذا طلبت القيادة العامة منّا أن نذهب إلى هناك فسنذهب، وإذا استطاعت الحكومة مسك الحدود، فليس هناك من حاجة للذهاب إلى هناك".
إقرأ أيضا: حوار مثير للصدر عن الحشد والمالكي والقتال بسوريا (شاهد)
ولم يجب المهندس عما إذا كان الحشد يسابق القوات الأمريكية إلى الحدود، قائلا: "نحن في سباق مع الزمن لضمان أمن العراق، والنهوض بالبلاد مجدّدا، دون أن نعتمد على تحالفات قد يكون فيها شبهة احتلال أو شبهة تدخّل".
وتابع بأن "الأمريكي صاحب مشروع قديم، وهو مشروع السيطرة على المنطقة، لافتا إلى أن موقف السواد الأعظم من العراقيين هو الرافض للوجود الأمريكي، لكنه في الوقت ذاته يدعو لاحترام تحالف الحكومة مع واشنطن".
وقلل المهندس من دور القوات الأمريكية في المعارك بالموصل، بالقول إن "ما يقوم به التحالف عموما، والأمريكي خصوصا، ليس مجديا وغير مفيد، وإن العراق في غنى عنه، ولا يحتاجهم في واقع الأمر".
وأكد في الوقت ذاته أن "الحكومتين العراقيتين السابقة والحالية، قد اتخذتا قرارا بفتح المجال الجوّي للطائرات
الإيرانية والروسية لإسناد سوريا، رغم الضغوط الأمريكية المستمرّة بمنع بغداد من فتح خط جويّ بين طهران ودمشق".
إقرأ أيضا: العامري يكشف ماهية "معركة الحدود" وطبيعتها "المختلفة"
تزايد الأمريكان
وعلى صعيد التزايد الملحوظ في أعداد القوات الأمريكية بالعراق، قال المهندس إن الحديث عن عودة الأمريكي إلى العراق، من نافذة الحرب على الإرهاب أمر مرفوض، فنحن ضد الوجود الأجنبي مطلقا، أكان وجودا عسكريا أم أمنيا، ولا نعتقد بجدوى هذا الحضور أبدا".
وحذر نائب رئيس الحشد الشعبي من "ازدياد أعداد القوات الأمريكية، التي باتت تُستقدم بذريعة حماية مطار، أو حماية طريق، أو حماية حدود، لافتا إلى أن الحضور الأجنبي في البلاد "خط أحمر قاتم بلون الدم".
وأمام هذا المشهد، فإن إمكانية حدوث احتكاك أو اشتباك بين قوات الحشد والقوات الأمريكية أمرٌ واردٌ جدّا، ولا يستبعده المهندس، وذلك "إذا جرى التعدي على سيادة العراق"، لافتا إلى أنه "حتى الآن لم يحدث ذلك".
وبخصوص مشاركة الحشد في السياسة، قال المهندس إن "الحشد مشروع جهادي وهو ابن الفتوى، وأصله شعبي، وله إطاره القانوني، وهو هيئة الحشد. ومن المفروض أن يشتغل في السياسة، بل علينا أن نحمي العملية السياسية، ولا ندخل في تنافس سياسي".
إقرأ أيضا: مليشيا عراقية تتهم أمريكا بقصفها قرب سوريا وتتوعد بالرد
الدور الإيراني
وعن الدور الإقليمي في تأسيس الحشد الشعبي، فإن المهندس لا ينكر الدور الإيراني، بل يعترف ويذهب حدّ الافتخار والاعتزاز، فلإيران دورٌ كبير في احتضان الشيعة، والسنّة، والكرد إبّان حكم النظام السابق.
وأضاف أن إيران أسهمت في تأسيس قواتنا الجهادية، وطورتها -أهمها منظمة بدر- فالحرس دعمنا، ودربنا. وبعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين، ساندت إيران العراق بكل شيء، ماديا، وماليا، وسياسيا. وفي حزيران/ يونيو 2014، حينما لبّى العراقيون نداء المرجعية، كان دور الحرس الثوري واضحا في تدريب قواتنا.
وفي حديثه، يستذكر القياديين في حزب الله اللبناني عماد مغنية ومصطفى بدر الدين، بالقول "علاقتي الشخصية معهما قديمة، ومع بقية الإخوة في المقاومة والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله".
إقرأ أيضا: لأول مرة.. العبادي يخرج عن صمته ويهاجم المليشيات (شاهد)
وكشف المهندس أن "أولى الخلايا الجهادية للمعارضة المسلحة العراقية في عام 1982 كان قد دربها عماد ومصطفى، وقد دربا أيضا أولى الخلايا للمقاومة ضد الاحتلال بعد 2003".
وكشف عن مشاركة حزب الله كمستشارين في الحرب ضد تنظيم الدولة، واصفا إياها بـ"المهمة جدّا، وقد قدّموا شهداء وجرحى"، لافتا إلى أن "نصر الله أرسل شبابا إلى هنا بعلم الدولة العراقية، وبموافقتها".
يشار إلى أن الحشد الشعبي يواجه تهما بخطف مدنيين وإخفائهم قسريا على أساس طائفي، من مناطق، في ديالى، والأنبار، والموصل، إلا أن المهندس ينفي ذلك ويقول إن "الموضوع ليس له أي علاقة بالحشد. واصفا التهم بأنها "ادعاءات".