أثار الهجوم اللافت لرئيس الوزراء
العراقي حيدر
العبادي، على المليشيات المسلحة، تساؤلات حول مدى إمكانية أن تشهد المرحلة المقبلة ما بعد تنظيم الدولة، صداما بين أجهزة الدولة الأمنية، والمليشيات المدعومة من
إيران.
وشن العبادي، السبت، هجوما لاذعا هو الأول من نوعه ضد المليشيات المسلحة، متسائلا في الوقت ذاته: "هل هي مصادفة أن تقع هذه التفجيرات فقط عندما تكون هناك خلافات سياسية داخلية بين الأحزاب والأطراف السياسية؟".
وقال في هجومه المبطن للمليشيات، إنهم "يريدون أن تكون الدولة أضعف شيء حتى يتمكنوا منها، وتكون عصاباتهم أقوى من الدولة والمجتمع حتى يسيطروا على مقدرات الشعب بالقوة وبتهديد السلاح، حتى عندما تعترض يختطفونك".
وتساءل قائلا: "هل نحن قاتلنا النظام السابق من أجل أن تحكمنا عصابات، أم حتى نعيش أحرارا؟ لا نقبل أن يتحكم بنا أحد مهما كانت هويته، لا تحتل علي وتقول أنا من مذهبك، أليس هذا منهج الدواعش الذين قتلوا السنة وهجروهم وهدموا مدنهم؟".
موقف العبادي هذا، لاقى قبولا في الأوساط السياسية العراقية، حيث وصفه النائب في البرلمان مشعان الجبوري، بالشجاع لـ"مواجهة القوى المسلحة التي تريد فرض سطوتها على الدولة والمجتمع بقوة السلاح. يستحق الدعم والمساندة".
إقرأ أيضا: لأول مرة.. العبادي يخرج عن صمته ويهاجم المليشيات (شاهد)
هل يصطدم بالمليشيات؟
من جهته، قال المحلل السياسي العراقي وسام الكبيسي إن "بوادر وجود رؤيتين مختلفتين داخل المعسكر الشيعي أحدهما هي المرتبطة ارتباطا كليا بمشروع ولاية الفقية، والثانية التي لا تريد أن ترتمي ارتماء كاملا بمشروع ولاية الفقية".
وعلى حد تفسير الكبيسي لـ"
عبي21"، فإن أصحاب التوجه الثاني، قد يكونون يرون بعض المتغيرات إقليميا ودوليا ربما لا تكون لصالح هذه العلاقة مع مشروع ولاية الفقيه في إيران.
وأضاف أن "هناك بعض التوجهات المستقبلية لأخذ خطوة إلى الخلف بعيدا عن قليلا عن توجهات إيران في المنطقة، لاسيما أن هناك نوعا من التغول بدأت تمارسه بعض المليشيات المعروفة بولائها للولي الفقيه في طهران".
ورأى الكبيسي أن العبادي يعيش بين ضغوطات داخلية سواء من إيران نفسها، أم عبر أذرعها ومليشياتها في العراق، وبين ضغوطات خارجية تتمثل في السعي الإقليمي والدولي لتحجيم دور إيران بالعراق وتقليل آثاره على المنطقة.
وبشأن إمكانية أن تشكل تلك التصريحات مقدمة لمرحلة مقبلة من الصدامات، قال الكبيسي، إنه من السابق لأوانه وقوع تلك الصدمات في الوقت الحالي، لكن قد يكون هناك سعي فاعل للابتعاد نسبيا عن سياسية طهران واستراتيجيتها التوسعية بالمنطقة.
إقرأ أيضا: العبادي يقر بتنفيذ الحشد الشعبي عمليات خطف ببغداد (شاهد)
وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية تؤدي بالمحصلة إلى صدام دائم مع المحيط الإقليمي للعراق، وهذا ليس في مصلحة العراق والحكومة التي تحكمها، ومن مصلحة العبادي هنا تحجيم دور المليشيات.
وأردف الكبيسي بن "هذا السيناريو يدعونا إلى أن نسأل ما هي الأدوات والوسائل التي يستطيع من خلالها العبادي أن يحقق هذا الأمر؟ الجواب هو: إذا ما وجد دعما دوليا وإقليميا في مواجهة هذه المليشيات، فإنه من الممكن أن يذهب في هذا الاتجاه، وإلا ليس للعبادي وحكومته طاقة في مواجهة هذه المليشيات المرتبطة بإيران".
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد كشف، الثلاثاء، عن إلقاء القبض على خلايا للخطف تدعي بانتمائها للحشد الشعبي، لكنه أقر في الوقت نفسه بوجود عصابات خطف ضمن القوات الأمنية.
وقال العبادي في مؤتمر صحفي: "كشفنا الكثير من خلايا الخطف في بغداد، وبعض ممن نقبض عليهم لهم علاقة بالفصيل الفلاني، والفصيل يتبرأ منهم. نحتاج للكثير من البحث في هذا الإطار لأن هؤلاء مجرمون يقومون بعمليات خطف إجرامية".
وأضاف رئيس الحكومة العراقية، أن بعض عصابات الخطف يوجد بينها أفراد ضمن قوات الأمن العراقية، يساعدون في عمليات الخطف التي تحدث في بغداد.