سياسة عربية

السيسي يعرض تجربته مع الإرهاب بعد قمح أمريكي ومال سعودي

القاهرة- عربي21- حسن محمود 20-May-17 05:45 PM

السيسي سيلقي كلمة في قمة ترامب مع القادة العرب في الرياض- أ ف ب

يلقي رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، كلمة في "القمة العربية الإسلامية الأمريكية"، التي تُعقد في الرياض الأحد، بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يستعرض فيها "الرؤية المصرية لصوغ استراتيجية شاملة لمواجهة خطر الإرهاب، من خلال تكثيف الجهود الدولية الساعية لوقف تمويل التنظيمات الإرهابية، ومدها بالسلاح والمقاتلين وتوفير الملاذ الآمن لها"، بحسب بيان للرئاسة المصرية.

يأتي هذا بعد ثلاثة أيام فقط من تعاقد مصر على صفقة قمح أمريكية جديدة، هي الأولى من نوعها، منذ أكثر من عامين، وسط تأكيدات سعودية جديدة برفع حجم الاستثمارات السعودية بمصر إلى 51 مليار دولار.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، علاء يوسف، في بيانه الجمعة، إن السيسي سيعقد خلال تواجده بمدينة الرياض، التي وصل إليها السبت، عددا من اللقاءات الثنائية مع بعض قادة الدول والحكومات المشاركين بالقمة، للتباحث بشأن سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية مع هذه الدول.

وذكرت وسائل إعلام محلية مصرية أن هذه المباحثات الثنائية تدور أيضا حول عدد من الملفات، وفي مقدمتها محاربة الإرهاب، وأوضاع ليبيا والعراق واليمن وفلسطين وسوريا.

"السيسي يحمل الملف الإسرائيلي"

ورأت صحيفة "الدستور"، المقربة من نظام الانقلاب، أن السيسي يحمل خلال مشاركته في القمة ملف "الرؤية الإسرائيلية" التي تقوم على ما يمكن تسميته "السلام الاقتصادي" (التطبيع الاقتصادي)، وتتضمن ما سُمي بخطة "جزيرة الانفصال عن غزة"، وتتلخص في إقامة جزيرة اصطناعية توفر لغزة مخرجا للعالم، مع "الحفاظ على أمن إسرائيل".

وتشمل الخطة الإسرائيلية أيضا ربط الأردن ودول الخليج ومناطق السلطة الفلسطينية في الضفة بالموانئ البحرية في حيفا، بواسطة شبكة من القطارات الإسرائيلية، وتوسيع مسار قطار الغور إلى الشرق، حتى جسر الملك حسين على حدود الأردن، ومن هناك يواصل الخط إلى السعودية، وفي المقابل يجرى ربط الفلسطينيين بسكة حديد تصل إلى معبر الجلمة بمنطقة جنين.

ونقلت "الدستور" عن مصادر دبلوماسية قولها، إنه حال النجاح في الاتفاق على الخطوط العريضة خلال القمة فإن الطريق سيكون مفتوحا للتفاوض المباشر بمشاركة مصرية أردنية خلال الأشهر المقبلة.

مصر تتعاقد على قمح أمريكي

وفي مفاجأة كبيرة، استبقت وكالة "رويترز" عقد قمة الرياض، بتقرير نشرته الجمعة، نقلت فيه عن تجار قولهم إن أول صفقة تبرمها الحكومة المصرية لشراء القمح الأمريكي في أكثر من عامين جاءت كإجراء استثنائي، لحين زيادة توافر العروض من مصادرها المفضلة بمنطقة البحر الأسود.

وأكدت "رويترز" قيام الهيئة المصرية العامة للسلع التموينية بتوقيع اتفاق يوم الأربعاء لشراء القمح الأمريكي هو الأول لها منذ شباط/ فبراير 2015.

وتجاوز حجم الصفقة إجمالي شحنات القمح التي تفاوض عليها القطاع الخاص على مدى سنة المحصول 2016-2017 بأسرها، إذ اشترت مصر 115 ألف طن من القمح الأمريكي لمحصول 2017-2018 بسعر بين 207.25 و207.90 دولارات للطن شاملا الشحن في أحدث صفقة لها.

من جهتهم، سخر نشطاء سياسيون مما اعتروه "عودة "أم الدنيا" لاستيراد القمح الأمريكي في عهد السيسي".

استثمارات سعودية جديدة بمصر

وتأتي قمة الرياض بالتزامن مع إعلان مجلس الأعمال المصري- السعودي، عزمه رفع سقف استثماراته في مصر ليصل إلى 51 مليار دولار، من القطاعين الحكومي والخاص السعوديين، من خلال ضخ استثمارات في مشروع تنمية قناة السويس، ومشروعات مجالات الطاقة والتنمية العقارية.

ودعت وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي المصرية، سحر نصر، في بيان، الجمعة، المستثمرين السعوديين للاستثمار بمصر، بعدد من المشروعات التنموية الضخمة، منها محور تنمية قناة السويس، والعاصمة الإدارية الجديدة، مؤكدة أن الوزارة تجري تعديل حزمة قوانين وتشريعات توفر إطارا تنظيميا للمستثمرين، وفق قولها.

يُذكر أن الوزيرة التقت عددا من كبار المستثمرين السعوديين، على هامش الاجتماع السنوي الثاني والأربعين للبنك الإسلامي للتنمية بمدينة جدة السعودية، والتقت وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي عادل محمد فقيه.

"أمير المؤمنين ترامب"

في المقابل، أبدى رئيس التحرير السابق لجريدة "الأهرام"، عبد الناصر سلامة، في مقاله بالعنوان السابق، بجريدة "المصري اليوم"، السبت، اندهاشه من "أن يأتي رئيس أمريكي إلى السعودية لعقد لقاء قمة مع ملكها، ثم يتم جمع القادة الخليجيين لعقد اجتماع قمة مجمعة معهم، ثم جمع قادة الدول العربية والإسلامية لعقد لقاء قمة مجمعة ثالثة".

وأضاف: "لا أستطيع الاقتناع بمثل هذه الحالة إلا إذا كان ذلك الشخص هو أمير المؤمنين أو الخليفة الذي من حقه وسلطاته جمع ولاة الأمصار في أي بقعة يشاء من محيط دولة الخلافة إلى أي قصر من قصورها".

وقال: "على طريقة الخلفاء أيضا، لا أحد من الولاة يدري لماذا يريد الخليفة رؤيتهم، وعن أي قضية سوف يتحدث، وما هي التعليمات أو الأوامر التي جاء بها من أقصى بقاع الخلافة، شأنهم في ذلك شأن الرعية تماما، كل ما هو متوافر من معلومات هو أن الخليفة غاضب على الولاة، ليس ذلك فقط، بل هو يطمع فيما بأيديهم من أموال".

وأضاف: "كنت أود أن نرى اجتماعات تنسيقية مسبقة تتقدم بمطالب معلنة فيما يتعلق بقضايا المنطقة، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، وعدم التدخل الأمريكي في شؤون المنطقة، وبصفة خاصة فيما يتعلق بالعراق وسوريا واليمن وليبيا، وتعويض العراق عن ذلك الخراب الذي لحق به جراء الغزو الأمريكي، أو تعويض سوريا عما لحق بها جراء صناعة داعش الأمريكية، أو تعويض اليمن وليبيا جراء القصف، والتخريب الذى لحق بهما"، بحسب تعبيره.