قتل جندي من عناصر التجريدة
المغربية ضمن بعثة
الأمم المتحدة لحفظ السلام في جمهورية إفريقيا الوسطى، المعروفة اختصارا بـ"
مينوسكا"، هجوم في مدينة بانغاسو بجنوب شرق جمهورية أفريقيا الوسطى، وذلك بعد مقتل خمسة جنود آخرين بينهم جندي مغربي.
وشارك المغرب في إنشاء قوات "مينوسكا"، بعد قرار مجلس الأمن الدولي، في العاشر من شهر ماي 2014، بنشر قوة حفظ سلام، مكوّنة من 12 ألف جندي من دول عدة، لتحقيق الاستقرار في إفريقيا الوسطى، الغنية بثروتها المعدنية، والتي تعيش منذ شهر مارس 2013 في دوامة من العنف الطائفي.
هجوم السبت
وأصدرت قيادة مينوسكا، السبت بيانا قالت فيه، إن هجوم ميلشيا
أنتي بالاكا (مسيحية) على حي ذي أغلبية مسلمة، "أسفر عن وفاة جندي مغربي و سقوط عدد من العناصر المهاجمين بين قتيل و جريح". وقتل الجندي المغربي إثر إصابته خلال تبادل لإطلاق النار مع مجموعة مسلحة هاجمت نقطة تفتيش للقوات المسلحة الملكية وسط مدينة بانغاسو.
وتابع البيان الذي نشرت وكالة (أ ف ب) مقتطفات منه، في "فجر السبت 13 لأيار مايو 2017 قامت ميليشيا أنتي بالاكا بالهجوم على حي توكويو في بانغاسو في جنوب شرقي جمهورية إفريقيا الوسطى ذو الغالبية المسلمة".
وتابع البيان "الهجوم استهدف أيضا مكتب بعثة المينوسكا بالمدينة بحي توكويو بالأسلحة الثقيلة ما أدى إلى نشوب حريق في مقر البعثة".
وسجل "رغم الكثافة النارية للمهاجمين ردت القوة الأممية على مصادر الهجوم لحماية المدنيين واستمرت الاشتباكات العنيفة إلى غاية الصباح انتهت بفشل الميليشيات باقتحام منطقة توكويو".
وأفاد أن "قوات المينوسكا قامت بإرسال تعزيزات عسكرية إلى مدينة بانغاسو لحماية المدينة و ساكنتها بشكل أكبر، فيما تمكن عدد من المدنيين من الاحتماء بمسجد و كنيسة و مشفى تابع لمنظمة أطباء بلا حدود".
ونقلت عن المسؤول الإعلامي في قوة الأمم المتحدة هيرفيه فيروسيل "خلال الليل، هاجم عناصر في (ميليشيا) انتي بالاكا مدنيين ومعسكر البعثة الأممية. سقط العديد من الضحايا المدنيين ونؤكد مقتل جندي اممي مغربي".
وأوردت البعثة الأممية في بيان أن الهجوم استهدف "خصوصا مسلمين في حي توكويو؛ ووفق المعلومات الأولية، لا يزال من الصعب تقييم الوضع الإنساني في بانغاسو. لكن مصادر ذات صدقية تؤكد (سقوط) عدد غير محدد من الضحايا المدنيين".
القتيل الأول
وكان الجندي المغربي، الرقيب أول "مبارك عزيز"، قائد الفرقة التي تعرضت لكمين ميليشيا انتي بالاكا، قد قتل بداية الاسبوع، ولم تسلم الميلشيا جثته إلا يوم الخميس.
وقال بلاغ للقيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، صدر الخميس، أنه استعاد جثمان الجندي المختطفة.
وتابع بلاغ للقيادة العليا للقوات المسلحة الملكية بأنه تم تسليم جثمان العسكري المغربي، الذي أعلن عن فقدانه في هجوم استهدف دورية لتجريدة القوات المسلحة الملكية ببعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا).
وذكر البلاغ أن دورية تابعة لتجريدة القوات المسلحة الملكية العاملة ضمن بعثة مينوسكا، تؤمن مهمة خفر وتأمين فريق للهندسة العسكرية من الكمبودج، تعرضت لهجوم من طرف مجموعة مسلحة مجهولة، عند محور رافاي- بانغاسو على بعد 220 كلم جنوب شرق مدينة بريا، موقع تمركز تجريدة القوات المسلحة الملكية.
وأوضح المصدر ذاته أن تسعة جنود يشتغلون ضمن تجريدة القوات المسلحة الملكية أصيبوا بجروح في هذا الهجوم، حالة أحدهم خطيرة.
وأشار المصدر العسكري إلى أنه تتم حاليا إجراءات نقل جثمان العسكري المغربي بعد استيفاء المساطر الجاري بها العمل داخل البعثة الأممية.
وكانت بعثة الأمم المتحدة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى قد أفادت بأنها عثرت على جثة الجندي المغربي المفقود من بعثة "مينوسكا" "في البلد الإفريقي المذكور.
هذا واتهم المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك، قد في وقت سابق عناصر مسلحة تابعة لجماعة "أنتي بالاكا" (المسلحة) بالتورط في "هجوم بانغاسو"، بانغاسو التي تبعد حوالى 470 كلم شرق بانغي، على الحدود مع جمهورية الكونغو الديموقراطية.
وغرقت أفريقيا الوسطى في الفوضى في 2013 بعدما أطاح متمردو سيليكا المسلمون بالرئيس السابق فرنسوا بوزيزيه، ما ادى إلى هجوم مضاد شنته مجموعات أنتي بالاكا المسيحية.