في مشهد تمثيلي استعراضي، قامت قوات من جهاز شرطة الاحتلال
الإسرائيلي بقتل
فلسطيني "مخرب" ملقى على الأرض، عبر إطلاق النار عليه بشكل مباشر وكثيف من بنادق آلية.
قتل أمام التلاميذ
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: "مثّل أفراد من الشرطة الإسرائيلية وهم يحملون سلاحا جاهزا للاستخدام، أول أمس، عملية تأكيد قتل لمخرب ملقى على الأرض أمام مئات التلاميذ من الصف الخامس الابتدائي من كل المدارس الابتدائية في بلدة رمات هشارون وسط إسرائيل".
وأوضحت الصحيفة، في تقرير لها نشرته الأربعاء، أن المشهد التمثيلي جاء في "إطار استعراض غنائي تم في يوم العلاقات العامة والشرطة".
وانتقد رئيس بلدية رمات هشارون، آفي غروبر، الشرطة الإسرائيلية على ما قامت به، وقال: "كان هذا تمثيلا غير مناسب وغير جدير، لا يحتمل أن تستعرض الشرطة وضعية كهذه"، مضيفا: "إن وجود أي شخص ملقى على الأرض يحتّم علينا عدم إطلاق النار عليه".
التشجيع على القتل
ويُظهر الفيديو المرفق الأطفال التلاميذ يشاهدون قوات الشرطة الإسرائيلية وهي تدخل في حديقة البلدية، حيث عرض أمامهم تمثيل عملية قتل الفلسطيني من قبل أربعة من أفراد من الشرطة، الذين قاموا بالهجوم وهم على الدراجات النارية، وفتحوا النار نحو الفلسطيني (المخرب) بكثافة، حتى أنهم استمروا في إطلاق النار عليه بعدما سقط على الأرض؛ للتأكد من قتله. وتقدم نحوه الجنود الأربعة من أجل الإجهاز عليه، حيث أوضحت "هآرتس" أن الشرطة "شرحت للأطفال" هذا المشهد وفق ما ورد سابقا.
وتعليقا على المشهد التمثيلي، أكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، فايز أبو شمالة، أن الهدف من هذا المشهد هو "التشجيع على قتل الفلسطينيين وإعدامهم، مع إيجاد المبرر للجندي الإسرائيلي القاتل".
وأوضح لـ"عربي21" أن "الأذرع السياسية والثقافية لدى الاحتلال الإسرائيلي تعمل على تعويد الطفل اليهودي منذ طفولته على الاستخفاف بحياة العربي، والتقليل من شأنه، وتصويره بشكل دائم على أنه إرهابي ومخرب".
ونوه أبو شمالة، الذي يحمل درجة الدكتوراه في الأدب العبري، إلى أن هدف "الكثافة في إطلاق النار التي ظهرت في الفيديو تأتي من أجل غرس الجرأة في قلوب هؤلاء الصهاينة الأطفال، وتعويدهم على إطلاق النار بغزارة، دون تردد أو وجل، حتى يصير موت العربي حياة للصهيوني".