نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقريرا على موقعها باللغة الإنجليزية، تتحدث فيه عن
دراسة مشتركة قام بها باحثون ألمان وإسرائيليون، قد تقود إلى اكتشاف علاج جديد لمرض
الخرف.
ويكشف التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن أن
الماريجوانا ربما كانت علاجا لمنع الخرف، مشيرا إلى أنه كان هناك اعتقاد سائد بأن الماريجوانا تؤثر في ذاكرتنا، خاصة بعد سنوات من الاستخدام المستمر منذ الشباب.
وتستدرك الصحيفة بأن دراسة مشتركة قام بها باحثون ألمان وإسرائيليون، وجدت أن هناك عناصر في مادة الماريجوانا لها دور في تحسين أداء الذاكرة والحس الإدراكي، بعدما أعطي فأر متقدم في العمر جرعات صغيرة منها.
ويشير التقرير إلى أن هذا الاكتشاف قد يؤدي إلى علاج جديد لمرض الخرف لدى الإنسان، مستدركا بأنه رغم أن الجرعات التي قدمت للفئران الكبيرة في العمر صغيرة بدرجة لا تجعلها تفقد الصلة مع العالم، إلا أنها أدت إلى تحسن الأداء العقلي لديها بشكل مثير.
وتلفت الصحيفة إلى أن الماريجوانا حسنت في مستوى الإدراك العقلي لدى الفئران، وحولتها إلى فئران تملك الطاقة الكاملة، كما لو كانت في عمر الشهرين، الذي يعني في حياتها سن الشباب.
وينقل التقرير عن البروفيسور أندرياس زيمر من معهد الطب النفسي الجزيئي في جامعة بون، قوله: "لقد أخر العلاج وبشكل كامل فقدان الأداء لدى الحيوانات المتقدمة في العمر"، وتساءل قائلا: "ما السبب الذي يدعو باحثا علميا للتفكير بأن المخدرات تحسن من أداء الذاكرة عند القوارض؟".
وتفيد الصحيفة بأن الباحثين في جامعة بون والجامعة العبرية وجدوا أن استخدام الماريجوانا في العلاج الصحي، في حال تم إعطاؤها للكبار بطريقة مدروسة، تساعدهم على تحسين الأداء العقلي، وليس بالضرورة نسيان همومهم.
ويورد التقرير نقلا عن الباحثة في الجامعة العبرية في القدس الدكتورة منى ديفر- غينزبيرغ، قولها: "حاول البروفيسور إيتاي باب قبل وفاته في عام 2009، فهم الطريقة التي يؤثر فيها القنب (الحشيش) على مرض هشاشة العظام لدى الكبار في العمر".
وتذكر الصحيفة أن غينزبيرغ تقول إن الحديث عن أثر الماريجوانا السلبي على الأداء العقلي يعود إلى الاستخدام الشخصي لها ممن لا يستخدمونها بطريقة طبية جيدة، وبناء على تعليمات الأطباء، لافتة إلى أنهم بهذه الطريقة لا يفقدون الصلة مع العالم، لكن عندما يستخدمونها بجرعات عالية فإنهم يقومون بغمر نظامهم العقلي بالمادة المخدرة، ولهذا فإنه لا يمكن مقارنة الآثار الناجمة في الحالتين.
ويتساءل التقرير: "لكن كيف يمكن للماريحوانا أن تؤثر علينا عندما نتناولها بالطريقة العادية أو في المختبر؟".
وتجيب الصحيفة قائلة: "لدينا في أدمغتنا خلايا مستقبلة، وتقوم بضربها المادة المعروفة بـ(tetrahydrocannabinol (THC، وعندما تدخل هذه المادة أدمغتنا فإنها تثير سلسلة من العناصر البيوكيمايئة، وفي العالم الطبيعي، فإن المستقبلات لـ(THC) تتطور من عناصر بيوكيمائية (إندوكانبنديوس)، التي تنتجها أجسادنا"، وتقول غينزبيرغ إن "ما نتناوله من القنب يشبه أثر المواد المخدرة (كانبانبنديوس)، التي ننتجها بطريقة طبيعية في أجسادنا".
وتقول الصحيفة: "كما اتضح، فإنه مع تقدمنا في العمر فإننا لا نفقد ذاكرتنا فقط، لكننا تفقد مستقبلات (THC) أيضا أو تقل كثافتها، وفي حالة الفئران فإن الفأر تقدم في العمر بشكل سريع؛ لأنه لا يملك خلايا تستقبل (THC)".
وتقول غينزبيرغ إن الفريق لم يقم بدراسة أثر الجرعات من "THC" على الفئران الشابة، لكن على الكبيرة، التي تعاني من فقدان في الذاكرة، مشيرة إلى أن أعمار الفئران تتراوح ما بين 12 و18 شهرا، وهو ما يجعلها كبيرة في العمر، خاصة أن عمر الفأر قصير.
وبحسب التقرير، فإنه تم فحص مستوى الذاكرة لدى الفئران خلال التجربة، من خلال البحث فيما إن كانت قادرة على التعرف على الفئران الأخرى مثلا، حيث تقول غينزبيرغ: "كان دوري هو فحص التغيرات على المستوى الجيني في مركز الذاكرة في الدماغ"، وقال البروفيسور زيمر إن العلاج بـ"THC" بدأ كأنه أعاد الساعة إلى الوراء.
وتختم "هآرتس" تقريرها بالإشارة إلى أن الباحثين يأملون في متابعة نتائج البحث على كبار السن، والبحث فيما إن كانوا سيستفيدون من جرعات صغيرة من "THC"، مؤكدين أنه يجب التعامل مع الماريجوانا من خلال العلاج المقنن، وتحت إشراف الأطباء، وليس بطريقة عشوائية.