تعيش مدينة
عدن جنوبي
اليمن، على صفيح ساخن، بانتظار إعلان اللواء عيدروس الزبيدي، محافظها المقال، موقفه من قرار الرئيس عبد ربه منصور هادي، بإقالته من منصبه، وتعيين بديل عنه، إلا أن الرجل لجأ إلى الشارع في وقت دعا فيه أنصاره من الحراك الجنوبي للاحتشاد رفضا للقرار.
وكان الرئيس هادي قد أعفى الخميس الماضي (27نيسان/أبريل 2017) اللواء الزبيدي من منصبه وعين عبد العزيز المفلحي بديلا عنه، إلا أنه وبعد مرور 6 أيام على القرار، لم يصدر أي تعليق رسمي من قبل المحافظ المقال حيال ذلك.
الاحتقان بلغ ذروته، حيث دفع وزير الداخلية اليمني، اللواء حسين عرب، الاثنين، للتحذير من أي أعمال عنف في مدينة عدن تزامنا مع دعوات الحراك الجنوبي لمسيرة الخميس المقبل.
اقرأ أيضا: التايمز: هكذا يستغل تنظيم القاعدة الفوضى في اليمن
وقال عرب خلال استقباله عددا من قيادات الحراك الجنوبي، إن "الأجهزة الأمنية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي أعمال عنف أو شغب يمكن القيام بها، في عدن التي تعتبر خطا أحمر". حسبما ذكرته وكالة "الأناضول" التركية.
وخلال اليومين الماضيين، تجمع العشرات من المؤيدين للواء الزبيدي، في عدن، وخرجوا بهتافات مناهضة للحكومة الشرعية التي اعتبروها "شرعية احتلال".
خيارات غير محسوبة
من جهته، قال مستشار محافظ عدن المقال، عبد العزيز المنصوب، إن "الزبيدي لم يعلن رفض أو الترحيب بقرار إقالته حتى الآن بوضوح".
وأضاف في تصريح خاص لـ"
عربي21" أن الرجل باعتباره أحد أبرز رموز المقاومة الجنوبية، فيبدو أنه يبحث مع بعض الأطراف في المقاومة البدائل والخيارات لاستمرار العمل الميداني، أو قبول أو رفض منصبه الجديد في وزارة الخارجية.
وحول خيارات عيدروس الزبيدي، للتعامل مع قرار إقالته، أجاب المنصوب أنه لم يعد لدى الرجل من خيارات سوى الانتظام في مسار التحالف العربي الموحد، ويجب أن يكون هذا الأصل في أي خيار قد يرسمه الزبيدي.
وحذر مستشار محافظ عدن المقال من أي "خيارات غير محسوبة قد تتسبب في تصدع الموقف العربي الموحد، لما من شأنه خلق مخاطر سلبية في مواجهة الصلف الإيراني في المنطقة".
وعبر مستشار الزبيدي عن اعتقاده بأن الرجل متفهم لقرار إعفائه من منصبه، على اعتبار أن قرار تعيينه بمنصب إدارة محافظة عدن، جاء من نفس المصدر قبل عام ونصف، أي من الرئيس هادي نفسه.
اقرأ أيضا: ما خلفيات قرارات الرئيس اليمني الأخيرة؟ محللون يجيبون
وأشار إلى أن اللواء الزبيدي يستند على الإنجاز الذي حققته المقاومة بالشراكة مع دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية، والإمارات.
وأوضح المستشار المنصوب أن "المثير في القرار هو توقيته الذي جاء في وقت كان الشارع يستعد لعمل وقفات ومسيرات احتجاجية إحياء لذكرى "إعلان الحرب على الجنوب" (في إشارة إلى حرب صيف 1994 بين الشمال والجنوب) الذي صادف 27 نيسان/أبريل وهو اليوم الذي صدر فيه قرار هادي بإقالته محافظ عدن من منصبه".
وأردف قائلا: "إن توقيت القرار أيضا، أسيئ فهمه من قبل العامة، كونه قابل للتأويل والتوظيف من قبل أطراف، لم يسمها، بل وصفها بـ"المعادية للجنوب وقضيته العادلة".
ودعا أنصار الحراك الجنوبي، للقيام بمسيرة الخميس المقبل؛ احتجاجا على قرارات الرئيس اليمني، والتي قضت بإعفاء اللواء عيدروس الزبيدي - الذي ينتمي للحراك - من مهامه كمحافظ لعدن، وسط تحذيرات من أي فوضى أمنية قد تجر المدينة إليها.