شن
تنظيم الدولة، الثلاثاء، هجمات متزامنة في
سوريا والعراق، مستهدفا مخيما للاجئين شرقي سوريا، ومقرا للجيش
العراقي غربي البلاد، ما أسفر عن مقتل العشرات.
وتأتي الهجمات في وقت يتعرض التنظيم لانتكاسات في أبرز معاقله، سواء في الرقة الواقعة شمالي سوريا، أو في الموصل غربي العراق.
ففي شمال شرق سوريا، نفذ التنظيم هجمات انتحارية بالقرب من مخيم تقطنه 300 عائلة فرت من العراق أو من محافظة دير الزور السورية، التي يسيطر التنظيم على أجزاء واسعة منها.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: "فجر خمسة انتحاريين على الأقل من تنظيم الدولة أنفسهم بالقرب من مخيم رجم الصليبي في محافظة الحسكة"، الواقعة بالقرب من الحدود العراقية شرقي البلاد، حيث "تمكن بعض الانتحاريين من التوغل إلى داخل المخيم".
ومساء، أكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس، "ارتفاع عدد
القتلى إلى 46 على الأقل، بينهم 31 مدنيا، ضمنهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى نازحين عراقيين كانوا لجأوا إلى منطقة رجم الصليبي والمخيم".
وكانت الحصيلة السابقة التي أوردها المرصد تشير إلى "مقتل 38 شخصا، بينهم 23 مدنيا، وإصابة العشرات بجروح".
ولاحقا، تبنى التنظيم
الهجوم عبر وكالة "أعماق" التابعة له.
استهداف متزامن للجيش العراقي
وبالتزامن مع الهجمات في سوريا، شن التنظيم هجوما آخر استهدف مقرا للجيش العراقي غربي البلاد.
وقال ضابط برتبة مقدم في الجيش العراقي لفرانس برس: "قتل عشرة جنود، وأصيب ستة آخرون بجروح، في هجوم لتنظيم الدولة استهدف مقرا للجيش شرق مدينة الرطبة" الواقعة غربي العراق.
ووقع الهجوم قرابة الخامسة صباحا، وتمثل بإطلاق قذائف هاون وصواريخ على مقر الفرقة الأولى عند منطقة الصكار (شرق الرطبة)، أعقبته اشتباكات بين الجانبين. واستمرت الاشتباكات ساعتين، انسحب بعدها المسلحون إلى مناطق صحراوية، وفقا للمصدر نفسه.
وأكد مسؤول محلي في الرطبة وقوع الهجوم وحصيلة الضحايا.
وبذلك، تصل حصيلة قتلى القوات الأمنية العراقية إلى 26 جراء هجمات متلاحقة نفذها مسلحو تنظيم الدولة خلال الأيام الماضية في مناطق متفرقة حول الرطبة، التي تقع على بعد نحو 390 كلم غرب بغداد في محافظة الأنبار المترامية.
وتعرضت قوات حرس الحدود وقوات أمنية تنتشر في مناطق غرب الأنبار خلال الأشهر الأخيرة إلى هجمات متكررة من تنظيم الدولة.
وتنطلق هجمات التنظيم من بلدات عانه وراوه والقائم، التي لا تزال تحت سيطرته منذ عام 2014، وفقا لمصادر أمنية.
وعلى الرغم من تصاعد وتيرة الهجمات ضد القوات العراقية المرابطة في المناطق الصحراوية، فإن القيادة العسكرية في البلاد لا تزال تعتبر الانتهاء من استعادة مدينة الموصل أولوية قبل توجيه القوات إلى مناطق أخرى.
وتندرج هجمات التنظيم، بحسب مسؤولين عسكريين، في إطار تحويل انتباه القوات العراقية عن جبهة الموصل؛ من أجل التخفيف عن الجهاديين المحاصرين.
وبدأت القوات العراقية، بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، في 17 تشرين الأول/ أكتوبر، عملية عسكرية ضخمة؛ لاستعادة الموصل من تنظيم الدولة.
وتواصل قوات سوريا الديمقراطية حملة "غضب الفرات"، بدعم من التحالف الدولي، منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت؛ لطرد التنظيم من الرقة شمالي سوريا.
وانكفأ تنظيم الدولة الاثنين في آخر حيين يسيطر عليهما في مدينة الطبقة أمام تقدم قوات سوريا الديمقراطية.
تقع مدينة الطبقة، التي يسيطر عليها التنظيم منذ عام 2014، على الضفاف الجنوبية لنهر الفرات، على بعد نحو خمسين كيلومترا غرب مدينة الرقة، معقل التنظيم الأبرز في سوريا.