وصلت إلى مدينة الباب شمالي سوريا طلائع "قوات الشرطة والأمن العام الوطنية"، المدربة والمدعومة تركيا، وذلك في مسعى من قبل السلطات التركية إلى بسط الأمن والاستقرار في المناطق التي شملتها عملية "درع الفرات" الممتدة من جرابلس إلى إعزاز فمدينة الباب، بعد طرد تنظيم الدولة منها.
ويقول القائد العام لقوات الشرطة والأمن العام الوطنية، اللواء عبد الرزاق أصلان اللاز لـ"عربي21": "لقد دخلت قوات الشرطة والأمن العام الوطني مدينة الباب بناء على خطة العمل الأمنية، التي بدأت من مدينة جرابلس انطلاقا إلى باقي المناطق المحررة لتلبية احتياجات المنطقة الملحة جدا فيحفظ الأمن والاستقرار، حيث أن العمل يتم وفق خطط مدروسة، ولعلّ من أهم متطلبات هذه المناطق تأمين الأمن؛ لضمان عودة الأهالي إلى حياتهم الطبيعية في هذه المناطق".
وبحسب اللاز، فإنّ من أبرز مهام قواته، هو حفظ الأمن، "وتلقي شكاوى الأهالي والسهر على راحتهم ليلا نهارا، لمنع حوادث السرقة والسلب وكشفها في حال حدثت، إضافة إلى كشف الخلايا النائمة للمنظمات الإرهابية المتواجدة في المنطقة".
وقدّر اللاز أعداد عناصره المزمع إرسالهم إلى مدينة الباب، ما بين ألف وألفين على دفعات متلاحقة، قد تزيد حسب الحاجة، وضرورات خدمة أمن واستقرار المنطقة.
وتقوم السلطات التركية بتدريب عناصر قوات الشرطة والأمن العام الوطني من السوريين في معسكرات خاصة على أراضيها، من أجل إرسالهم إلى المناطق التي استعادتها المعارضة السورية بدعم من القوات التركية.
وفي سياق العلاقة مع فصائل المعارضة، والمجلس المحلي في المدينة، قال اللواء اللاز: "العلاقة بين الشرطة والفصائل العسكرية الثورية ممتازة جدا ومبنية على التعاون والتنسيق بما يخدم مصلحة الأهالي واستقرار المنطقة، ففي كل المناطق التي دخلت إليها الشرطة كانت الفصائل متعاونة جدا ونحن الآن نعمل سويا كل من موقعة بما يخدم أبناء المنطقة الذين عانوا كثيرا من المنظمات الإرهابية".
وهو ما ينطبق أيضاً على المجالس المحلية، بحسب اللاز، "على المجالس المحلية التي تقوم بمهمتها في خدمة الأهالي وتأمين احتياجات المنطقة، والآن بدأت الأمور تنتظم بالمناطق المحررة وفق الأصول القانونية فكل جهة تعمل بمجال تخصصها، حيث أنّ الفصائل تدافع عن الأهالي، والشرطة تحفظ الأمن، والمجالس المحلية تقدم احتياجات المنطقة الخدمية".
بدوره، رحب قائد المجلس العسكري في الباب، والقيادي في عملية درع الفرات "أبو محمد الناعس" في حديثه لـ"عربي21" بقوات الشرطة والأمن العام، مؤكداً أنّ العلاقة بين الطرفين ستكون مثمرة لما فيه خدمة أهالي البلد، مشيرا إلى أنّ العلاقة التي تجمعهما، هي "علاقة تكامل".
ولم يكن بمقدور الفصائل البقاء في المدن بعد انتشار قوات الشرطة والأمن العام، حيث أنّ لعناصر تلك الفصائل مهام إلى جانب القوات التركية في عملياتها العسكرية ضمن الأراضي السورية، والتي من المتوقع أن تكون "الرقة" هي محط اهتمامها في المرحلة القريبة القادمة.
بدوره، أشار رئيس المجلس المحلي لبلدة حزوان التابعة إدارياً لمدينة الباب "أبو مهند حزوان" إلى أنّ العلاقة بين المجلس والشرطة ستكون تكاملية، منوهاً في الوقت ذاته بدور المجالس المحلية بتأمين كوادر الشرطة والأمن العام من الشباب السوري، وحضهم على الالتحاق بها.
ويوضح حزوان في حديثه لـ"عربي21": "لقد تم تشكيل المجالس المحلية في الباب والقرى المحيطة بها، بالإضافة إلى تشكيل جهاز أمني في مدينة الباب"، مشيراً إلى أنّ "المحاكم هي قيد التشكيل".