تناولت صحيفة روسية، حديثا عن إمكانية إقصاء
الصين، للولايات المتحدة الأمريكية، من موقع الزعامة في العالم.
صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس"، تناولت اللقاء الأخير بين زعيمي الصين والولايات المتحدة؛ مشيرة إلى أن اللقاء أجبر
ترامب على إعادة النظر في تصريحاته الحادة ضد الصين.
وأكدت الصحيفة أنه لا يمكن بعد الآن، لترامب تجاهل قوة الصين وتطور اقتصادها، مضيفة أن "واشنطن في الوقت نفسه لا تقبل بأن تتجاوزها بكين وتقصيها عن موقع الزعامة العالمية. وقد اتفق خبراء اجتمعوا حول طاولة مستديرة برعاية اتحاد الاقتصاديين العالمي على أن الصين بزعامة شي جين بينغ تطمح إلى زعامة العالم".
وتساءلت الصحيفة: "ولكن هل لديها الموارد اللازمة لتحقيق طموحاتها؟ وما هو الدور الذي سيمنح لروسيا في النظام العالمي الجديد؟".
ونقلت الصحيفة عن نائب مدير معهد موسكو للاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية فاسيلي ميخييف، أنه "لدى الزعيم الصيني عدة أسباب تجعله يسعى للارتفاع ببلاده إلى مركز الصدارة. فهو أولا، يريد بهذا تعزيز سلطته الشخصية، إذ إنه يزداد الاستياء في المراتب الحزبية العليا على خلفية الحملة الواسعة النطاق، التي يقودها ضد الفساد".
وتابع: "ثانيا، إن انسحاب
الولايات المتحدة من الشراكة عبر المحيط يولد في المنطقة الحاجة إلى الزعامة الصينية. فالبلدان الآسيوية، التي كانت تأمل بجني الفوائد من تعاونها مع الولايات المتحدة، أصبحت مهمشة حاليا".
إلا أن الصحيفة، أوضحت أن "هناك عوائق تمنع الصين من أن تحتل مركز الزعامة في العالم، بحسب ميخييف. ويتمثل ذلك قبل كل شيء في افتقارها إلى ما تقدمه إلى العالم في المجال الفكري، وأن نموذج الحياة في الصين ليس مرغوبا عند الشعوب الأخرى".
وأضافت أن "غياب الديمقراطية في الصين هو نقطة ضعفها في المنافسة على زعامة العالم. لذلك، فإن البلاد في المستقبل إما أن تواجه إصلاحات سياسية جذرية، أو إنه لن يكون باستطاعتها تجاوز الولايات المتحدة".
بدوره، قال رئيس مركز المعلومات العلمية والتوثيق في معهد الشرق الأقصى لدى الأكاديمية الروسية للعلوم أندريه أوستروفسكي، إن "هناك مشكلات أخرى للصين وقبل كل شيء المشكلة السكانية، حيث إنه يطرح السؤال نفسه: من سيعمل، وقد بدأ عدد الأيدي العاملة منذ عام 2011 بالانخفاض؟ وثانيا، مشكلة توفير مصادر الطاقة، حيث تستورد الصين حاليا كميات كبيرة جدا من النفط والغاز. وثالثا، مشكلة البيئة، حيث إن 66 في المئة من الطاقة تولد باستخدام الفحم الحجري الملوث للبيئة. أما بالنسبة إلى الوضع السياسي، فإن بكين متخوفة مما حدث في الاتحاد السوفييتي، وتخشى الفساد والانهيار الداخلي".
ويعتقد رئيس مركز الدراسات الصينية في الجامعة المالية نيقولاي كوتلياروف أن العلاقات الصينية-الروسية في مجال الاقتصاد بغض النظر عن تصريحات الساسة تراوح مكانها. لذلك، حتى وإن تمكنت الصين في وقت ما من إزاحة الولايات المتحدة عن موقع الهيمنة العالمية، فإن فائدة ذلك لروسيا ليست واضحة تماما كما يُظن.