انعقدت جلسة الاستماع للجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأمريكي، مساء الثلاثاء، التي رأسها السيناتور لندسي جراهام، وأعضاء لجنة الاستماع إليوت أبرامز، ومديرة برنامج الشرق الأوسط بمعهد كارنيجي، ميشيل دان، ووكيل وزارة الخارجية السابق، توم مالينوسكي؛ لمناقشة المعونة الأمريكية السنوية لمصر، والنظر في
المساعدات المُقدمة للقاهرة.
وافتتح الجلسة ليندسي جراهام، رئيس الجلسة والسيناتور عن ولاية كارولاينا الجنوبية، بقوله إنه "على الرغم من التعاون بين نظام السيسي وإسرائيل في حصار حماس والتضييق عليها، غير أن
مصر تسير في طريق اللاديمقراطية والقمع، وكذلك الفشل الاقتصادي، بما يهدد استقرارها ونظامها الحالي".
واستطرد "جراهام" قائلا:" خرج الناس وماتوا من أجل إسقاط نظام مبارك، فيجب أن نعطيهم حقوقهم في العيش الكريم والحرية، ولا بد أن نعرف لماذا تذهب مساعداتنا لمصر، خاصة إذا كانت الأمور ليست في الاتجاه الصحيح، بل تسير للأسوأ، ولا يستفيد المصريون من مساعدتنا".
بدورها، نصحت مديرة برنامج الشرق الأوسط بمعهد كارنيجي للسلام، ميشيل دان، الولايات المتحدة بألا تقدم معونة نقدية للجيش مطلقا، فالمصريون يعيشون أسوأ عصور القمع، مضيفة:" "شاهدنا منذ أيام فيديو قتل الجيش المصري لمدنيين عزّل بسيناء، وهذا مؤسف للغاية (في إشارة لتسريب قناة مكملين الفضائية مساء الخميس الماضي)".
وأضافت:" مصر الآن تعيش في وضع اقتصادي صعب في ظل ارتفاع كبير في الأسعار ومعدلات تضخم عالية، بما يعني أن النظام في مصر، بل الدولة كلها، مقبلة على فترة من عدم الاستقرار".
وتابعت: "على الرغم من أن مصر تواجه إرهابا بسيناء، غير أن استهداف الجيش للمدنيين، والقتل خارج إطار القانون، وقمع الحريات ،وهدم المجتمع المدني، منذ عام 2013 حتى الآن، يجعل الأمور أكثر صعوبة وتدهورا".
وأردفت:" ينبغي أن نعرف أن هناك مشكلة اقتصادية حقيقية بمصر، وهي أنه في الشهور القليلة الأولى لعام 2017، وفقا لمعدل ميزري الاقتصادي Misery Index، بلغ معدل البطالة بالإضافة إلى معدل التضخم حوالي 45%، وهو معدل خطير، ووصل هذا المعدل ليبلغ 60% بين الشباب وصغار السن، الذين قد يسببون مشاكل كبيرة إذا ما تحركوا بشكل احتجاجي".
ونوهت إلى أن رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي قام بتعويم الجنيه المصري؛ كي يستطيع الحصول على قرض صندوق النقد الدولي"، مؤكدة عدم استطاعته (السيسي) الوفاء بتوفير وظائف للشباب، حيث لدينا مليونا شاب مصري يحتاجون لوظائف سنويا، بمعدل مليون كل 6 أشهر".
وشدّدت "دان" على أن "الدعم لا يصل بالضرورة للمصريين، بل أغلب ميزاته تذهب للعسكريين، وبالتالي فعلينا التركيز على الدعم الذي يصل مباشرة للشعب، والذي يترتب عليه رفع الوضع التعليمي، وإنشاء مشاريع تنموية جديدة يستشعرها المواطنون أنفسهم".
من جهته، أكد وكيل وزارة الخارجية السابق، توماس مالينوسكي، أن "حكومة السيسي هي أصعب حكومات دول العالم النامي، وتنكر كل الحقائق التي تمر بها، ثم تغضب وتطلب أموالا كثيرة من أجل دعمها".
وطالب أغلب الحضور في جلسة الاستماع بالكونغرس الأمريكي بضرورة تقليل المساعدات الأمريكية لمصر بنسبة 20% إلى 25%، على ألا تقدم هذه المساعدات في صورة نقدية مطلقا، بل في صورة برامج تنموية وتعليمية وخدمية يستشعرها المواطن المصري نفسه وتعود عليه بالفائدة المباشرة.
وكانت المنظمة المصرية الأمريكية للحرية والعدالة تقدمت بطلب رسمي إلى لجنة الاستماع للجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس، مؤكدة أن المخاطر التي يتعرض لها الشعب المصري هي نتيجة إمداد نظام الانقلاب العسكري بمصر بالأموال والأسلحة والمساعدات الأمريكية، التي تُستخدم في قتل وتهجير أهالي سيناء، واعتقال أكثر من 60 ألف مصري، وقتل آلاف المتظاهرين السلميين من رافضي الانقلاب فقط؛ لدفاعهم عن حقهم في الاختيار والديمقراطية.
بدوره، أكد المتحدث باسم المنظمة الأمريكية للحرية والعدالة، محمود الشرقاوي، أن المنظمة -في خطابها للجنة الاستماع ولأعضاء
الكونغرس والسيناتورز- ذكرت تفاصيل الانتهاكات بحق المرأة والشباب وجرائم القتل خارج إطار القانون والتعذيب، لافتا إلى أن إقرار المعونة من قبل أمريكا لمصر تعني موافقة واشنطن على الانتهاكات التي تُرتكب بحق الشعب المصري، وهو ما يخالف القانون الدولي ومعاهدات
حقوق الإنسان.
وأشار "الشرقاوي" -في تصريح لـ"
عربي21"- إلى أن منظمته تلقت ردودا رسمية من مكاتب بعض أعضاء الكونغرس بالاهتمام بهذا الأمر، ودراسته، والأخذ به في الاعتبار.